ربما كانت أخطر سقطات العلماء ( وليس العلم تصورهم أن فهمنا للآليات الفيزيائية التي تعمل في الطبيعة ينفى وجود إله صمم وخلق ويدير الكون، أي أنهم خلطوا بين الآلية
والسبب الأول ، ونبين ذلك الخطأ بالمثال التالي : إذا استقدمنا إنسانًا بدائيًا من أدغال أفريقيا النائية، وليكن اسمه تونجا، وأركبناه سيارة حديثة من ماركة فورد ، الأغلب أن تونجا سيعتقد أن هناك إله ( مستر فورد ) يقبع داخل محرك السيارة ويدفعها للسير، وقد يتصور أن مستر فورد طالما كان راضيا عنا سيدفع السيارة في يسر وهدوء، وإذا غضب علينا عطلها ، ثم يلتحق تونجا بدراسة مكثفة لتعلم هندسة السيارات، ويكتشف أن محرك السيارة يعمل بآلية الاحتراق الداخلي ، وأنه ليس هناك حاجة لوضع مستر فورد داخل المحرك، ولكن، هل ينفى ذلك أن هنري فورد هو الذي اخترع المحرك ووفر له ظروف عمله، ولولاه لما وُجدت السيارات ؟ ألا يكون استبعاد فورد من المنظومة خطأ منطقيًا ومنهجيًا؟ ! .
وعندما اكتشف سير إسحق نيوتن قوانين الحركة والجاذبية لم يقل: لقد اكتشفت الآليات التي تتحرك بها الأجرام، إذا لا داعي لوجود الإله، بل زادته اكتشافاته إعجابًا بالإله الذي هذه الآليات المحكمة.
ومن ثم، إذا لم يتعارض وجود الآليات الفيزيائية مع وجود مخترع له غاية في الابتكارات البشرية، فمن باب أولى أن ينطبق ذلك على ابتكارات الإله، وهذه بديهة عقلية لا علاقة لها بكونك مؤمنًا أو ملحدًا.