القوانين الفيزيائية هي تفسير للمجريات في الكون، ومحاولة لمعرفة آلية عمل الكون، ومهما بلغت لا تزال قاصرة عن فهم الكون، القوانين تصف مسار الأمور، لكنها لا تستطيع أن تخرج شيئا للوجود
هذه المناظرة جرت قبل توبة أحمد حرقان
لا تخلوا مناظرة بين المؤمنين والملحدين من اتهام المؤمنين بأنهم عندما يعجزون عن تفسير شيء بأسلوب علمي فإنهم يطرحون الإله كستار لجهلهم ولكسلهم العقلي، وفي نفس الوقت يستدلون بهذا الجهل على وجود إلههم، لذلك يصف الملاحدة الإله بأنه إله لسد الثغرات، أي كلما وجد المتدينون ثغرة في العلم نسبوا إلى الإله القيام بها، ولتفنيد هجوم الملاحدة، نقول إننا نلجأ للقول بتدخل الإله في موقفين:
أ- هل الحديث عن (مستر فورد) كصانع للسيارة سدًا لجهل في فهمنا لآلية عمل محرك السيارة ؟ . . لا … فبالرغم من أن فورد لا وجود له في أي خطوة من آلية عمل المحرك، فإنه مسئول عن وجود الآليات التي نعرفها والتي تحمل بصمات عقله وعمل يديه، إذا فقولنا بالإله يأتي كسبب أول لما فسره العلم.
ب- وإذا نظرنا إلى الكون ، نجد أن العلم قد أثبت أنه نشأ من عدم، بينما يخبرنا العلم نفسه أن المادة لا تفنى ولا تُستحدث (قانون بقاء المادة )، وهذا يوقع العلم في حرج شديد؛ كيف أن المادة لا تُستحدث وكيف أن الكون نشأ من عدم؟! . هنا يأتي طرح «الإله» لتفسير ما أقر العلم بعجزه عن تفسيره؛ الآن وفيما بعد .. يثبت هذين الموقفين أن إلهنا ليس إلها لسد ثغرات منشأها الجهل، لكنه السبب الأول وراء كل الآليات التي يكتشفها العلم.