تعزيز اليقين وهداية الحيران

أخطاء كتاب وهم الإله لريتشارد دوكنز

الرئيسية / كشاف الشبهات / دعاة الإلحاد / دعاة الإلحاد / أخطاء كتاب وهم الإله لريتشارد دوكنز

أخطاء كتاب وهم الإله لريتشارد دوكنز

أخذ كتاب وهم الإله للمؤلف ريتشارد دوكنز شهرة بلا مبرر معقول وفى بداية إتصالى بالشبكة العنكبوتية منذ ثمانى سنوات كانت إعلانات الكتاب تملأ مواقع الملحدين والعلمانيين وحتى كانت هناك إعلانات مدفوعة أو غير مدفوعة الله أعلم موجودة حتى فى بعض المواقع الدينية أو الفكرية وقد حاولت على قدر علمى البسيط أيامها تنزيل الكتاب فلم أفلح لأنه لم يكن ترجم بعد إلى اللغة العربية أو كان قد ترجم ولكن لم يكن أحد قد رفعه بعد على روابط

المهم أنه ترجم فى 2009 م وترجمه من يسمى بسام البغدادى وهو رجل اعترف بإلحاده فى مقدمة الترجمة والملاحظ أن حجج الرجل هى حجج كل الملحدين عبر العصور فهم يريدون طبقا لرؤيتهم إله محسوس مرئى

الكتاب رغم كونه حوالى 400 صفحة فهو لم يناقش أدلة وجود الله كلها واكتفى بما سماه قانون باسكال وهو ليس دليلا ولكنه مقارنة بين حال الملحدين وحال المؤمنين بالله فى حالة وجود الله ومن ثم وجود حساب أى ثواب وعقاب بعد الموت فهو يقول أن المؤمن أفضل حالا فهو لن يخسر دنياه بإيمانه وسيكسب بإيمانه أخرته بينما الملحد يكسب دنياه ويخسر أخرته فالقانون وهو شىء غير مرتبط باسم أحد كباسكال معروف من بدايات البشر

وناقش بعض أدلة توماس الأكوينى مناقشة سطحية استخدم فيها السخرية أكثر مما استخدم النقد السليم فمثلا نجد السخرية من حكاية الصانع أى المصمم فى حالة الإله ومع هذا يصدق الرجل وكل الملاحدة بوجود مخترع أى صانع لكل آلة وهو تناقض فى المنهج العلمى فإما إثبات صانع لكل شىء وإنما نفى كل الصناع فالإنسان عندهم بلا صانع والساعة لها صانع لأن صانع الساعة وهو إنسان كان محسوسا مرئيا بينما صانع الإنسان ليس موجودا لكونه غير مرئى وغير محسوس

كما نجد السخرية من قانون الحركة وهو قانون مشابه لقانون الصانع فكل حركة لها محرك إلا حركة الكون الحى مع إيمان الرجل بأن الكون لم يأت من العدم وهو كلام جنونى لأن المادة كما فى رأيه ورأى غيره لا تفنى ولا تستحدث من عدم

المهم أن الكتاب ليس به نقد سليم لأدلة وجود الله التى لم يناقش منه سوى بعض يسير والآن لذكر أخطاء الكتاب :

فى أول صفحة من المقدمة قال ريتشارد دوكنز:

” عندما كانت زوجتى طفلة صغير كرهت المدرسة ص 4

وقال “قبل كل شىء أتقدم بالشكر لزوجتى ليلى وارد “ص11

الرجل فى كتابه ادعى أن الله هو وهم ولا وجود له ومع هذا هنا يقر بمقولة غيبية وهى الزوجية فالزواج هو أمر إنتاج الوهم الذى لا وجود له وطبقا لعلمه فالزواج ليس قانونا كونيا لاعتراف الرجل بحقوق المثليين وأيضا لاعترافه بما يقوله كعالم طبيعة وهو أن هناك كائنات لا تتزوج لانقسامها ذاتيا أو بغير ذلك كالفيروسات والبكتريا ومعظم النباتات وهناك عندهم مثلا النجوم والكواكب وهى أشياء ليس عندها مقولة التزواج

الزواج هو فكرة غيبية لكونه عقد بشروط بين طرفين وعالم الطبيعة عالم لا يعترف سوى بالأجسام والزواج فيه جزء غير جسمى إن لم يكن أكثره

وقال “كتاب المراد به لفت الانتباه لحقيقة أن الإلحاد هو تطلع واقعى شجاع ورائع من الممكن أن تكون ملحدا سعيدا ومتوازنا ومقتنع فكريا معنويا بشكل كامل “ص4

الرجل هنا أنكر الغيب ممثلا فى الإله ومع هذا يناقض نفسه فيؤمن بالسعادة والشجاعة والاقتناع الفكرى وهى أمور غيبية فهذا أمور ليس عليها دليل من الطبيعة كما أن ما يعتبره هو سعادة قد يعتبره غيره تعاسة وما يعتبره هو شجاعة يعتبره غيره تهورا فهى أمور ليست مادية والمادة عندى هنا استعملها كاستعمال القوم لأنها عندى مادة مرئية ومادة غير مرئية وهى تتضمن بالطبع الأرواح أى النفوس وغيرها

والرجل هنا عندما ينكر الغيب فلابد أن يعترف بشجاعة كما يقول بأن أفكار السعادة والشجاعة وغير ذلك من أمور النفس هى وهم كوهم الإله الذى يزعمه وينفيه لكونها أمور غيبية والسؤال الذى يطرح نفسه عليه وعلى أمثاله :

من أين أتتكم تلك المقولات مثل سعادة وشجاعة التى تقولون بها حيث لا مادة تثبتها سوى التفكير وهو نفسه ما يثبت الإله الغيبى فكيف تحللون وجود تلك الأفكار ولا تحللون فكرة الإله؟

المقياس الصحيح وفى حالة الإلحاد لا يوجد أى مقياس ولا أى شىء فكرى لكونه وهم فلا توجد قوانين ولا أى شىء

وقال “مسألة أن الإلحاد ليس بالشىء الذى يدعو للخجل على العكس أنه شىء يدعو للفخر بشموخ للمواجهة مع الأفق البعيد لطالما كان الإلحاد مصحوبا باستقلالية صحية للعقل وإبداع عليه تفكير بناء “ص7

نفس الخطأ فكرة الخجل والفخر والعقل هى أمور غيبية لا علاقة لها بالطبيعة المادية عنده وعند أمثاله من أين أتتكم تلك المقولات التى تقولون بها حيث لا مادة تثبتها سوى التفكير وهو نفسه ما يثبت الإله الغيبى فكيف تحللون وجود تلك الأفكار ولا تحللون فكرة الإله؟

المقياس الصحيح وفى حالة الإلحاد لا يوجد أى مقياس ولا أى شىء فكرى لكونه وهم فلا توجد قوانين ولا أى شىء

وقال “من الواضح أن الطريق أمامنا لا زال طويلا لكن الملحدين أكثر عددا مما كنا نتصور وخصوصا بين النخبة المثقفة الحال كان كذلك حتى فى القرن 19 عندما قال جون ستيورات ” من المحتم أنها ستكون صدمة هائلة لو عرف العالم كم هى نسبة المشككين فى الدين بين الحاصلين على أعلى الأوسمة لتميزهم اللامعة فى مجالات العلم والفكر “ص8

الرجل يزعم أن من أدلة كون الإلحاد هو الأمر الصحيح هو أن نسبة المشككين فى الدين بين الحاصلين على أعلى الأوسمة لتميزهم اللامع فى مجالات العلم والفكر نسبة هائلة وهى كلام جنونى لا يخضع للعلم الطبيعى ولا حتى للعلم العادى فكثرة المعتقدين فى شىء أو قلتهم لا تثبت حقيقة الشىء أو تنكره فالحجة وحدها هى التى تثبت أو تنفى

والرجل مع كونه طبيعى يزعم وجود الفكر والعلم وهو كلام جنونى فالفكر شىء لا يوجد عليه دليل مادى يثبته إلا ما يثبت به القائلون بوجود الإله وجود الإله فنتاج الفكر كالمخترعات هو ما يثبت هذا الفكر كما تثبت المخلوقات وجود الخالق بوجودها

وقال “ساعدنى فى التحضير لهذا الكتاب العديد من الأصدقاء وأنا ممتن لهم جميعا “ص10

نفس الخطأ المتكرر وهو هنا وجود الصداقة فهى فكرة غيبية أى وهم لكونها توجد فى النفس الغائبة عن الإثبات المادى الطبيعى والملحد لو كان عاقلا عادلا كما يدعى لنفى وجود الصداقة كما نفى وجود الإله لكون الاثنين أفكار فى النفس فقط

وقال “لكن بقراءة الكتاب بصوت عال على مسمعى فى مرحلتين مختلفتين من تأليفه والذى ساعدنى لأفهم وقعه على القراء الأخرين أنصح بهذا التكنيك لكل الكتاب ولكن على أن أقول أنه للحصول على أفضل النتائج يجب على الذى يقوم بالقراءة بصوت عال أن يكون ممثلا محترفا بأذن موسيقية لاستيعاب موسيقا اللغة “ص11

الرجل هنا يعتمد أسلوب الكهنة لإقناع الناس بالإلحاد وهو الاعتماد على موسيقا اللغة فى الكلام فأسلوب السجع وما شاكله ليس أسلوبا للإقناع وإنما أسلوب لتغييب عقول الناس التى تعتمد على الإحساس الذى غالبا ما يكون كاذب بسبب تلك الموسيقا فأسلوب الإقناع هو الحجج والبراهين وليس طريقة قراءة الكتاب بصوت موسيقى محترف وعالم الطبيعة لا يعترف بما قاله هذا الملحد لإقناع الناس

وقال “غابة من الأحياء الدقيقة عالم أخر مكون من النمل والخنافس وبرغم عدم معرفته بالتفاصيل وقتها مليارات من بكتريا التربة يساندون بعضهم لخلق العالم المجهرى فجأة يكبر العالم المجهرى للأعشاب ويتوحد مع الكون “ص12

فى هذا القول يعترف الملحد بوجود عملية خلق وخالقين فالبكتريا هى التى تخلق العالم وهو كلام يدل على الجهل فهو هنا يعترف بتعدد الآلهة أو الخالقين وهو ما يناقض مقولته وهم الإله الغيبى أى عدم وجود خالق كما أن الرجل لو وضع البكتريا فى مكان مغلق وانتظر أن تخلق البكتريا كائنات وأنواع لعشرات السنين فى ذلك المكان لوجد أنها لن تنتج شىء سوى نوعها وهو البكتريا فلن تتطور وتصبح شىء أخر

وقال “بشكل مباشر من قلب حروب الطبيعة من المجاعات والموت يظهر أكثر الأشياء غرابة ورفعة نستطيع أن نتخيلها ألا وهى ظهور الحيوانات الراقية هنالك الكثير من العظمة فى هذه الرؤيا للحياة بكل أنواع القوى فيها وحصلت على الروح فى بعض الأنواع أو ربما نوعا واحدا وبداية من أبسط الأشكال البدائية تطورت أعداد لا منتهية من الصور والأشكال الرائعة بينما هذا الكوكب استمر بالدوران فى مساره تماشيا مع قوانين الجاذبية الغير متغيرة “ص14

الخطأ الأول أن نتيجة حروب الطبيعة من المجاعات والموت ظهور الحيوانات الراقية وهو كلام جنونى يعتمد وهم غير علمى فما هى الأثباتات لتطور الكائنات ؟

إن الرجل يحتاج للغيب الماضى لإثبات التطور وهو شىء محال لكونه وهم غيبى وهو فى تلك الحال يعتمد ميزان مائل حيث يثبت فكرته بالغيب الذى لم يراه هو ولا غيره وفى نفس الوقت ينكر الإله وهو غيب لم يراه

الخطأ الثانى أن من أبسط الأشكال البدائية تطورت أعداد لا منتهية من الصور والأشكال الرائعة وهو كلام جنونى فلو كانت المقولة صحيحة لكانت مثلا الآثار كالأهرامات التى يزعمون أن عمرها آلاف السنين قد تطورت هى الأخرى لأن أصل المادة الموجودة واحد وهو التراب ولكنها ثابتة وكما قلنا فالرجل يحتاج للغيب الماضى لإثبات التطور وهو شىء محال لكونه فى تلك الحال وهم غيبى وهو فى تلك الحال يعتمد ميزان مائل حيث يثبت فكرته بالغيب الذى لم يراه هو ولا غيره وفى نفس الوقت ينكر الإله وهو غيب لم يراه وأحسن ما قيل فى مقولة التطور أن التطوريين يحسبون أنهم عندما يضربون الطائرة تتحول لصاروخ

وقال”الكثير من اللغط والحيرة سببها الفشل فى التمييز بين ما نسميه الدين الاينشاينى من الدين الغيبى استعمال آينشتاين لكلمة الله وهو ليس الملحد الوحيد الذى فعل ذلك بتضرع “ص15

الفصل الأول من الكتاب يدور حول مقولة آينشتاين مؤمن بالإله أم كافر وهو لا يناقش تفنيد وجود الله وينتهى إلى أن الرجل كان ملحدا أو مؤمن بإله سماه الإله الشخصى فهو استخدم كلمة الله كرمز مجازى كما يقول وديدن من يثبت أمرا ألا يدخلنا فى متاهة لا تثبت الشىء أو تنفيه

قال “إن عواطف وأفكار الإنسان تظهر من خلال عمليات متشابكة شديدة التعقيد فى المخ “ص16

الخطأ هنا هو تحدث الرجل عن شىء لم يثبته أحد بأى وسيلة من الوسائل وهو كون العواطف والأفكار توجد فى المخ وهو كلام غير علمى لا يثبته علم الطبيعة فلم ير أحد عواطفا ولا فكرا ولم يسمعها أحد فى المخ فهى أمر غيبى يثبته ومع هذا يخالف قانونه العادل فى هواه وهو أن الغيب وهم كله ومع هذا يستدل على ما يريد بالوهم الذى لا إثبات مادى عليه

قال “ليس هناك روح تبقى بعد بلاء الجسد ولا معجزات لكن هناك الآن بعض الظواهر الطبيعية التى لم نفهمها بعد وسنتمكن فى المستقبل من تقديم تفسيرات لهذه الظواهر الغير مفهومة بشكل كامل باستخدام القوانين الطبيعية “ص16

الخطأ هنا إنكار الروح بعد فناء الجسد وتصديق الرجل لوجود الروح فى الجسد هو كلام جنونى لأنه الروح لا دليل مادى على وجودها فلم يراها أحد ولم يلمسها أحد ومع كونها غيب حالى فهو يثبت وجودها فى الجسد وينكرها بعد فناء الجسد فما الذى أثبت وجودها أولا حتى ينكرها ثانيا ؟

“من المسلمات والتى يقبل بها الجميع تقريبا فى مجتمعنا الإنسانى حتى الغير متدينون بأن الإيمان الدينى هو فكرة هشة وضعيفة أمام النقد ويجب إحاطتها بجدار سميك من الاحترام وهذا النوع من الاحترام يختلف كليا عن الذى من المفترض إننا نعامل به بعضنا “ص22

الخطأ الذى يؤمن به الجميع حتى المتدينون هو أن الإيمان الدينى هو فكرة هشة وضعيفة أمام النقد ويجب إحاطتها بجدار سميك من الاحترام وهو كلام جنونى فالمتدينون معظمهم يؤمن بأن أديانهم كل دين على حد ثابت أمام النقد ولذا يدافع كل منهم عن الشبهات والأدلة التى تضعف دينه

الرجل بدلا من أن يقول أن فكرة القداسة قداسة الدين لا تمنع من نقد الأخرين له يقول أن كل الأديان لا تصمد للنقد فكلها ضعيفة بلا استثناء

قال”هذا الكتاب سيدافع عن وجهة نظر أخرى ألا وهى أى قدرات على الخلق بتعقيد كاف لتصميم أى شىء لا تأتى إلا كنتيجة تراكم تدريجى طويل الأمد لعملية تطورية أى تطورات للقدرات الخلقية يجب أن تكون بالضرورة قد حصلت فى وقت متأخر من تأريخ الكون وبالتالى لا يمكن أن تكون مسئولة عن تصميمه “ص33

نفس الخطأ المتكرر من المؤلف وهو أنه عاب على المؤمنين بوجود الله الإيمان بالغيب أى بشىء غير مرئى ولا محسوس وهو أنه يؤمن بمقولة التطور وحدوثها فى وقت متأخر من تاريخ الكون يقدر بالملايين من السنين وهو شىء غيبى لم يراها هو ولا غيره ومع هذا يتكلم عنه كأنه حقيقية واقعة

ونلاحظ شىء غريب وهو أنه هنا يبدو مؤمن بخالق خلق الكون فى لحظاته الأولى ثم تركه للتطور من نفسه وهو ما سماه بالقدرات الخلقية

وقال ” بما إن الأمر كله مبنى على تقاليد شعبية ورؤى شخصية عوضا عن أدلة ثابتة فإنه ليس من المفاجىء أن يكون لنظرية الإله عدة إصدارات دارسى التاريخ الدينى يعرفون عن هذا التطور لهذه السلسلة والذى يبدأ بالروحانيات القبلية مرورا بتعدد الآلهة كالإغريقيين والرومان وغيرهم حتى الوصول للتوحيد فى اليهودية ومشتقاتها كالمسيحية والإسلام “ص33

كرر المؤلف نفس الخطأ وهو تقريره حقيقة أن لنظرية الإله عدة إصدارات وأن دارسى التاريخ الدينى يعرفون عن هذا التطور لهذه السلسلة وهو كلام عن شىء غيبى فدارسى التاريخ الدينى لم يشاهدوا ولم يروا تلك الإصدارات ولا عاصروا مصدريها المزعومين

الأمر الأخر أن نظرية الإله بدأت بالتعدد وانتهت للتوحيد والسؤال ولماذا لا يكون العكس ؟وهو سؤال لن يجد الإجابة عليه لأن التطور يبدأ بالأصغر إلى الأكبر وليس العكس مثلما تتحدث نظريات علماء الخلق الذين يصدقهم حيث بدأ الكون بالكائنات الأولية البسيطة فلماذا يبدأ الكون بالأبسط وتبدأ النظرية الدينية بالمعقد ثم الأبسط ؟

وقال “معظم قرائى سيكونون ممن تربوا على أحد الديانات التوحيدية الأكثر انتشارا – أربعة لو تضمنت المورمونيين – وكلها تعود بالأصل لأسطورة النبى إبراهيم الخليل ” ص38

هنا الرجل يجعل التوحيد عائد لأسطورة النبى إبراهيم الخليل (ص) وماذا عن التوحيديين فى التاريخ المزعوم مثل اخناتون هل يعود هو الأخر لإبراهيم (ص) أم أنه حسب دارسى التاريخ الدينى الذين يصدقهم خارج تلك الأسطورة ؟

ونلاحظ تناقض الرجل فى منطقه التاريخى فهو يصدق حكاية التعددية المتطورة فى نظرية الإله للتوحيد رغم كونه تاريخ ويكذب وجود إبراهيم(ص) التوحيدى رغم أن كله تاريخ أى غيب لم يره أحد

وقال “أنا لا أهاجم نوع معين من الآلهة أنا أهاجم الله كل الآلهة أى نوع من الآلهة كل ما هو خارق وما ورائى أينما وحيثما وجد أو سيوجد “ص38

نلاحظ أن الرجل يهاجم كل ما هو ما ورائى أى كل ما هو غيبى لم يراه أحد وهو ما يناقض تصديقه لعصور التطور المزعومة التى لم يراها هو ولا غيره وحسب نظرياتهم لم يكن الإنسان موجود فيها على الإطلاق فهذا شىء ما ورائى باعتبار عدم الرؤية وعدم المعاصرة

وقال”مئات السنين لاحقا عاد محمد وأتباعه للجذور اليهودية التوحيدية الصارمة بدون أن يأخذوا خصوصيتها العرقية ونشأ كتاب مقدس جديد اسمه القرآن والذى احتوى على توجه فكرى جديد ألا وهو نشر الدين بالقوة العسكرية المسيحية كذلك انتشرت بالسيف “ص 39

المؤلف هنا يقرر مقولة بلا دراسة وبلا علم وهو كون الإسلام نشر بالقوة العسكرية وهو كلام يبين مدى تهافت مبادىء الرجل فمحمد (ص) لم يراه ولم يعاصره هو ولا غيره ومع هذا قرروا أن الإسلام انتشر بالسيف وحتى يبدو عادلا فى مقولته أضاف انتشار المسيحية بنفس الطريقة وهو كلام مرسل فلا هو رأى المسيح (ص) ولا عاصره هو وتلاميذه ومن ثم فكلامه كله يدخل ضمن الغيب الذى ينكره

ونلاحظ أن الرجل يخالف المنهج العلمى فيحكم على اليهودية والمسيحية والإسلام بكونها دين واحد دون دراسة الإسلام على وجه الخصوص باعتباره مسيحى سابق طبقا للأبوين ودرس العهد القديم وفى هذا قال :

” وفيما يخص هدفى هنا فإن الديانات الإبراهيمية الثلاث من الممكن اعتبارها دينا واحدا دون تفريق “ص39

فأى منهج علمى يتبع الرجل ؟

قطعا لا يتبع العلم على الإطلاق حيث يحكم على شىء لم يدرسه والغريب أنه تناول فى هذا الفصل الفروق بين إله اليهودية التوحيدى وشركة الآلهة المتحدة فى النصرانية ورغم الخلافات فقد اعتبرهما دين واحد ومعهم الإسلام فأى منهج هذا سوى التناقض والتخلف يتبع الرجل ؟

وقال “اللأدرية فى بعض الأمور العلمية هى الموقف الصحيح كما فى أسباب انقراض عدد كبير من الأنواع الحية فى نهاية العصر البرمى ذاك الانقراض الأكبر للحياة فى تأريخ الحفريات الأرضية من المحتمل إنه كان بسبب نيزك مثل الذى سبب انقراض الديناصورات والذى لدينا عنه أدلة أكثر تجعلنا نميل للإعتقاد بأنه كان السبب “ص49

يكرر الرجل نفس الخطأ فالرجل يقرر حقيقة عنده أن فى نهاية العصر البرمى تم الانقراض الأكبر للحياة فى تأريخ الحفريات الأرضية فهل شاهد الرجل العصر البرمى أو عاصره هو أو غيره؟

قطعا لا فالرجل يؤمن بغيب لم يراه لمجرد ما يسمى حفريات لا يعلم ما هى حقيقتها فنحن فى هذا الزمن يوجد عندنا حوالى عشر مناطق فى الأرض لم يدرسها أحد ولم يكتشف حيواناتها ولا نباتاتها كغابات الأمازون بل إن أعماق البحار فيها حيوانات كبرى من الممكن أن تكون تلك الحفريات نتاج حيوانات منها خرجت فى طوفان أو فى انهيارات فهل مجرد عظام متراصة تدل على شىء ؟

المعروف أن كثير من الحفريات تم تزويرها لإثبات نظريات وما أتذكره هو فضيحة حفرية تسمى بيلتدون أو ما شابه وقد اعترف أحد العلماء بتزويره لحفريات

وقال “لذلك دعنا الآن نأخذ طيف الاحتمالات بشكل جدى ونضع الرأى الإنسانى عن وجود الله معه سيكون لدينا نقطتان متناقضتان بالتأكيد وآراء الطيف قد تكون طويلة ومختلفة طبعا ولكننا نستطيع التركيز على سبع نقاط مركزية فيها 1- مؤمن تماما 100% …2- احتمال عالى ولكن أقل من 100% ..3- أكثر من 50% .. لا أدريين …4 50% لا أدريين بشكل تام …5- أقل من 50% بقليل عمليا لا أدريين يميلون للإلحاد ص 52 ..6- احتمال ضعيف جدا ولكن أكثر من الصفر ملحد واقعى …7- ملحد تماما أعلم بأنه ليس هناك إله …ص53

الرجل تحدث هنا عن جنون وهو أنه يأخذ آراء البشر فى الله كدليل على وجوده من عدمه تطبيقا لنظرية الاحتمالات وهو كلام جنونى طبقا للعلم المادى فليس الكلام هو ما يثبت وليست كثرة من يؤمن أو يكذب هى ما تثبت أو تنفى مقولة فالمثبت والنافى هو الأدلة والبراهين فهذا هو العلم

وقال “الفكرة التى أراد راسل توضيحها هى أن مسئولية البرهان تقع على المؤمن وليس على غير المؤمن وفكرتى أنا متعلقة بها أى وهى أن الاحتمال وجود إبريق الشاى أقل بكثير من احتمالات عدم وجودها “ص55

الرجل هنا يضحك على نفسه وعلينا فيقول أن مسئولية البرهان تقع على المؤمن وليس على غير المؤمن ومن يتبع المنهج العلمى يجد أن المثبت لشىء أو النافى له يتبع البرهان الذى توصل له فالكل مطلوب منه البرهان على ما قال

وقال “وبالتأكيد ليس هناك أى سبب لاعتبار احتمال وجوده من عدمه50% فقط لأننا لا نستطيع البرهان على وجوده من عدمه كما سنرى لاحقا “ص56

الرجل يقرر أنه هو وغيره لا يستطيع البرهان على وجود الله من عدمه وهو تقرير يجعل كل ما جاء فى كتابه مجرد ثرثرة فارغة فإذا كان لا يقدر على نفى وجود الله فلماذا يعتبره وهما ؟أليس هذا جنون ؟

وقال “كارين أونز صورت ذلك التناقض الذكى فى مقطع شعرى لا يقل دهاء عنه :

هل يقدر الله هذا العليم

بكل ما تخفيه الصدور

وقادر على كل شىء

أن يغير ما يدور فى عقله ؟”ص80

قدرة الله على كل شىء مقولة خاطئة مأخوذة من فهم الأديان فهما خاطئا خاصة الإسلام فالله جعل لنفسه حدودا لا يتخطاها مثل أنه لا يظلم أحدا ومثل أنه لا يشبه خلقه ومثل أنه ليس له صاحبة ولا ولد ومن ثم فاعتماد من يسمون أنفسهم ملحدون على تلك المقولة هو اعتماد خاطىء فالقدرة الإلهية الله هو من وضع لها القيود حتى لا يتصف بعيب ولا نقص

وقال “من 43 دراسة أجريت منذ 1927 عن العلاقة بين الاعتقاد الدينى ومستوى التعليم جميعها ما عدا أربعة منها وجدت التناسب عكسيا بمعنى بأنه كلما علت درجة الذكاء أو المستوى التعليمى للفرد كلما قل احتمال أن يكون هذا الشخص متدينا أو يحمل شعور بالإيمان بشكل من الأشكال “ص 105

الخطأ هنا تقرير أن التدين يقل كلما علت درجة الذكاء أو المستوى التعليمى للفرد بناء على 43 دراسة منها 39 فى حوالى 80 سنة أقرت نتائجها بذلك وهو كلام يتنافى مع المنهج العلمى فالحقائق لا تقرر إلا بدراسة كل جيل سابق والمفترض كل جيل لاحق وهو كلام محال لا يمكن معرفته لكونه غيب ماضى وغيب مستقبلى وهو مالا يقره المؤلف الذى يرفض الإيمان بالغيبيات ومن المعروف فى نظريات الغرب شىء اسمه المتغيرات فما ينطبق على عصر ما قد لا ينطبق على عصر غيره

وقال “أبدى بعض التعاطف معه لأننى كما نوهت فى الفصل الثانى أومن بالإله كفرضية علمية أو على أقل تقدير كمبدأ يمكن التحرى عنه “ص108

نلاحظ هنا اعتراف المؤلف بأنه يؤمن بالإله كفرضية أو مبدأ تجريبى ونلاحظ أيضا اعترافه بوجود الله كوجود معقد فى قوله :

“ومرة أخرى أكرر السبب ألا وهو مهما كانت معرفتنا قليلة عن ماهية الله فإننا نستطيق أن نتأكد بأنه على درجة عالية من التعقيد وبالتالى متعذر الاختزال أيضا “ص127

وهو ما يناقض أنه لا يعترف بالله ولا بغيره من الغيبيات فى قوله :

“أنا لا أهاجم نوع معين من الآلهة أنا أهاجم الله كل الآلهة أى نوع من الآلهة كل ما هو خارق وما ورائى أينما وحيثما وجد أو سيوجد “ص38

وهو ما يناقض كونه لا أدرى أى لم يحدد موقفه من وجود الإله من عدمه فى قوله :

“اللأدرية فى بعض الأمور العلمية هى الموقف الصحيح كما فى أسباب انقراض عدد كبير من الأنواع الحية فى نهاية العصر البرمى ذاك الانقراض الأكبر للحياة فى تأريخ الحفريات الأرضية من المحتمل إنه كان بسبب نيزك مثل الذى سبب انقراض الديناصورات والذى لدينا عنه أدلة أكثر تجعلنا نميل للإعتقاد بأنه كان السبب “ص49

كما يناقض أنه يعترف بأن الله يمكن إثبات وجوده بالأدلة فى قوله :

“ومن أنا لأقول بأن الدليل العقلانى هو النوع الوحيد من الأدلة ؟ هناك طرق أخرى للمعرفة إلى جانب الطرق العلمية وإحدى هذه الطرق هى التى يجب استعمالها لمعرفة الله “ص156

تناقض اعتقادات الرجل فى الله هو دليل على أنه غير متأكد من إنكار وجود الله فلو كان متأكدا لثبت على رأى واحد ولم يقل تلك الأقوال التى تدل مرة على الإيمان ومرة على الشك ومرة على الإنكار ومرة

وقال “المروحية هى عبارة عن خيط دوار وبواسطته تشق البكتريا طريقها من خلال الماء وأقول تشق من خلال ولا أقول تسبح لأنه على مستوى حجم البكتريا فى الوجود فإن ما يبدو سائلا كالماء بالنسبة لنا فبالنسبة لها يبدو كالدبس أو الهلام أو حتى الرمل “ص2 13

هنا الرجل يتكلم كلاما مخالفا لمنهجه العلمى فالماء للإنسان وغيره من المخلوقات هو ماء وليس دبسا أو هلاما أو رمل لأن تركيبه فى كل الأحوال واحد حسب علم الرجل وعلم العلماء ولكنه هنا يخالف المنهج العلمى ويتخيل نفسه بكتريا فيصف ما تلاقيه البكتريا وهو كلام يبين لنا أن الرجل جاهل وليس عالم

وقال “الكثير من الأمراض التى تصيب الإنسان من ألم أسفل الظهر أو الفتوق هبوط الأرحام وسهولة التأثر بإلتهاب الجيوب هى نتيجة أننا نسير على قدمين بشكل عمودى لجسم تطور عبر ملايين السنين ليسير على أربع “ص136

الخطأ الأول أن سبب ألم أسفل الظهر أو الفتوق هبوط الأرحام وسهولة التأثر بإلتهاب الجيوب هى نتيجة أننا نسير على قدمين بشكل عمودى لجسم تطور عبر ملايين السنين ليسير على أربع وهو كلام جنونى فما علاقة مثلا مرض الأنف وهو الجيوب الأنفية بالعمود الفقرى ؟

لو رجع الرجل لعلم البيطرة لوجد أن الحيوانات تصاب بألم أسفل الظهر والفتوق وغيرها مع أنها تسير على أربع ومن ثم فلو كان السبب هو التطور المزعوم فلماذا تصاب الحيوانات السائرة على أربع بتلك الأمراض ؟

الخطأ الثانى هو إيمان الرجل بالغيب ممثلا فى التطور من ملايين السنين وهو شىء لم يشاهده هو ولا غيره من التطوريين

الرجل نفى الغيب ممثلا فى وجود الله لأنه لم يراه ومع هذا يؤمن بالتطور الذى لم يراه أليس هذا مخالف للمنهج العلمى الذى يدعيه ؟

وقال “فى حالة عدم فهمك لكيفية عمل شىء ما لا تهتم استسلم وقل بأن الله فعلها “ص134

الرجل هنا يسخر من المؤمنين بوجود الله فعندما لا يفهم الإنسان شىء ينسب ذلك لله وهو كلام يخالف الواقع فالمؤمن بالله ينسب له ما يفهمه وما لا يفهمه

وقال “ولشرح تطور الأنظمة الحياتية المعقدة لا نستطيع اللجوء لنفس النوع من الإحصائيات العقلانية التى نستطيع اللجوء لها فى تفسير أصل الحياة “ص137

الرجل هنا يقر بأن شرح تطور الأنظمة الحياتية المعقدة أمر لا يتفق مع العقل ومع هذا فهو يؤمن بالتطور والسؤال كيف يمكن أن تؤمن بشىء غير معقول طبقا لفهمك وتنكر فى نفس الوقت وجود الله لكونه أمر غير معقول

المنهج العادل أن تنكر الاثنين أو تقبل الاثنين وأما أن تقبل واحد وتنكر الأخر فهذا هو الظلم

وقال “مدار الأرض اهليلجى ككل الكواكب الأخرى “ص138

الرجل يقرر مدار الأرض اهليلجى ككل الكواكب الأخرى والسؤال كيف قررت ذلك وأنت فى الأرض ؟

المفترض لكى تقرر ذلك أن تكون فوق الأرض والشمس بمسافات شاسعة حتى تستطيع أن تراهما حقا وهو أمر لم يره أحد على الإطلاق وحتى التلسكوبات العملاقة التى وضعت فى الفضاء لم تصور الأرض ولا حتى الكواكب صورة كاملة لأن هذا يحتاج لشىء ليس فى قدره البشر طبقا لعلماء الفلك حيث أن الفضاء الخارجى كما يقولون أسود وفيه سحب غبار وشهب وأجساما منتشرة مما يجعل الحصول على صورة حقيقية أمر مستحيل

ما قاله الرجل هو مجرد نظرية وهى نظرية خاطئة

وقال “أصل الحياة كان حدثا كيمائيا أو سلسلة من الأحداث حيث حدثت الشروط الحيوية لبداية التطور العنصر الأهم كان الوراثة دى إن إيه أو الأكثر احتمالا شىء شبيه بها من حيث موضوع النسخ لكن أقل ضبطا ربما جزئيات أر إن إيه القريب لها ” ص139

نلاحظ هنا أن الرجل يناقض نفسه فى أصل الحياة فمرة حدث كيمائى ومرة سلسلة أحداث توافرت فيها الشروط الحيوية

ومرة ثانية يناقض نفسه فى العنصر الأهم فمرة هو دى إن إيه ومرة هو آر إن إيه

هذا التناقض أو قل عدم التأكد من أصل الحياة ومن العنصر الأهم ماذا يبقى لنا من نظرية التطور التى يقول بها ؟

لا شىء لأن الرجل يتحدث عن شىء لم يراه لا هو ولا غيره ومع هذا يطالبنا أن نؤمن بقوله فى غيب ونكذب بقوله فى الغيب الإلهى

وعدم التأكد هذا يبين صدق قوله تعالى :

” ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم “

وقال “أصل الحياة يزدهر كموضوع بحث تخمينى والخبرات المطلوبة كيمائية وليست من اختصاصى وأنا أقف كالمتفرج الفضولى “ص139

الرجل هنا يقر بأن أصل الحياة يزدهر كموضوع بحث تخمينى أى أن الموضوع برمته مجرد افتراضات واحتمالات لا دليل عليها عنده وعند غيره وهو شىء غيبى والمفترض بالرجل أن يهاجم كل ما هو غيبى كما قال :

“أنا لا أهاجم نوع معين من الآلهة أنا أهاجم الله كل الآلهة أى نوع من الآلهة كل ما هو خارق وما ورائى أينما وحيثما وجد أو سيوجد “ص38

لماذا إذا يهاجم الغيبيات ومع هذا يخمن فى غيب عنده هو أصل الحياة ؟أليس هذا هو التناقض فى المنهج ؟

وقال “ومن بين كل الفراغات فى قصة التطور فإن فراغ أصل الحياة يبدو عصيا على الفهم لدماغ بتقديرات متمرسة على تقييم احتمالات ومجازفات على موازين يومية “ص140

الرجل هنا يقرر أن قصة التطور فيها عيوب أو ثغرات كثيرة ومع هذا فهو مؤمن بالوعى التطورى الذى لا نعرف له ماهية والغريب أنه مؤمن دون فهم لأصل الحياة ” فإن فراغ أصل الحياة يبدو عصيا على الفهم” ومع هذا عاب على المؤمنين بالله أنهم يؤمنون بلا فهم أى بلا عقل فأى منهج هذا الذى يؤمن بلا فهم ؟

وقال “ونستطيع التوقع باطمئنان بأنه لو أننا انتظرنا عشرة ملايين سنة أخرى فإن مجموعة جديدة تماما من الأحياء ستكون متأقلمة تماما لظروفها فى الحياة كما هو الحال مع أحياء العصر “ص141

الرجل هنا يقرر حقيقة عنده أن مجموعة جديدة تماما من الأحياء ستكون متأقلمة تماما لظروفها فى الحياة كما هو الحال مع أحياء العصر وهذه الحقيقة ستكون بعد عشرة ملايين سنة يعنى شىء غيبى شىء لم يراه ولن يراه أحد ومع هذا أصبح بقدرة هذا المجنون حقيقة لا ريب فيها

هل هذا شىء من المنهج العلمى فى شىء حيث لا تجربة ولا سابقة رآها أحد ؟

وقال “وبعكس ذلك فإن أصل الحياة يقع خارج حدود هذا التفسير لأن الانتخاب الطبيعى لا يمكن أن يبدأ بدونه وهنا يأتى المبدأ الانثروبى من تلقاء نفسه بإمكاننا معالجة فكرة أصل الحياة بافتراض عدد هائل من الفرص الكوكبية وبمجرد أن نحصل على ضربة الحظ والمبدأ الأنثروبى يضمن لنا حصولها بشكل أكيد يبدأ الانتخاب الطبيعى فى العمل ص “142

الرجل هنا ينسف نظرية التطور التى يؤمن بها لأن أصل الحياة يقع خارج حدود هذا التفسير و الانتخاب الطبيعى لا يمكن أن يبدأ بدونه

ماذا يتبقى بعد من كتابه ومن وهمه ؟

الرجل يعود طالبا ضربة حظ من المبدأ الانثروبى حيث احتمال وجود حياة فى مكان أخر غير الأرض وهو كلام يتبين منه أن الرجل غير واعى لما يقول فذلك الكوكب المفترض يبعد عن الأرض حسب معتقدات الرجل ملايين السنين الضوئية أو حتى عشرات السنين الضوئية وهو ما يعنى أن البشر لن يشاهدوا ذلك فكيف سيتم إثبات المبدأ المزعوم ؟

وقال “الانصهار النووى عبارة عن عملية معقدة تحصل تحت ضغط حرارى عالى جدا وتحصل داخل النجوم وفى القنبلة اليهدروجينية وبالنسبة للنجوم المتوسطة الحجم كما هو الحال فى شمسنا فإن ذلك يولد عناصر حفيفة كالهيليوم وهو العنصر التالى فى الجدول الدورى من ناحية الخفة بعد الهيدروجين لهذا نحتاج لنجوم أكبر وأكثر حرارة لنستطيع توليد معظم العناصر الثقيلة “ص144

نفس الخطأ المتكرر للرجل فهو يتحدث عن الانصهار النووى فى النجوم وحتى فى القنبلة الهيدروجينية بدون رؤية حقيقية للعملية وهو أمر يتنافى مع المنهج العلمى فما لم تراه أو تلمسه فلا حقيقة له وهو كلام خيالى لا أساس له وهو يتكلم كأنه سيجرى تجارب على نجوم وهو قوله لهذا نحتاج وقوله لنستطيع توليد معظم العناصر الثقيلة كلام هو ضرب من الخيال الجنونى كأن النجوم التى يقول هو نفسه أن أحجامها هائلة تفوق شمسنا بمئات أو بآلاف أو بملايين المرات هى لعبة فى يده هو وأمثاله

وقال “بعض الفيزيائيين المتزمتين يقولون بأن الأزرار الستة لم تكن لها الحرية فى أى من الأوقات لتتغير وعندما نصل للنظرية الجامعة التى طالما أملنا بمعرفتها سنجد أن الثوابت الستة تعتمد كليا على بعضها أو على شىء أخر ليس معروفا بعد وبطرق لا نستطيع بعد تخيلها فى أيامنا هذه ربما تكون الثوابت الستة عديمة الحرية فى التغير تماما كما فى محيط الدائرة بالنسبة لمساحتها “ص146

نظرية الأزرار الستة يقر الرجل بناء على تقريرات الفيزيائيين أنها تعتمد على شىء أخر ليس معروفا بعد وهو كلام يدل على أن الرجل رغم تقريره بوجود شىء غيبى أى مجهول يعتمد عليه الكل ينكر أن يكون الله هو هذا الشىء فكيف يتفق إيمانه بهذا المجهول أى الغيب مع إنكاره لوجود الله الذى هو من الغيبيات أى المجهولات ؟

وقال ” فيزيائيون أخرون كمارت ريس كمثال يجدون ذلك غير كافى وأعتقد أننى أوافقهم من المعقول بالطبع أن يكون هناك طريقة واحدة لوجد الكون “ص147

هنا يقر الرجل بوجود طريقة واحدة لوجد الكون وهو كلام يثبت وجود الله فطريقة واحدة تتطلب خالق واحد وحتى لو قلنا أن الكون وجد بعد أن لم يكن موجودا فهذا دليل وجود موجد له والرجل اعترف بأن الكون لا يمكن أن ينشأ من العدم فحسب رأيه المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم

وقال “ليس بمقدور أحد أن يفهم تفاصيل شىء كالانفجار العظيم “ص148

إقرار الرجل هنا بأن ليس بمقدور أحد أن يفهم تفاصيل شىء كالانفجار العظيم يناقض أنه عاب على المؤمنين بالله إيمانهم بالذى لم يعقلوه أو يفهموه فالإيمان بالانفجار العظيم مماثل للإيمان بالله فكلاهما غيب لم يره أحد ولم يسجله أحد من الخلق

وقال “الإيمان يشرح كل الأسباب من خلال سببه الوحيد شخص وحيد مع قدرة لا نهائية(الله يستطيع فعل أى شىء منطقى) وعلم لا نهائى ( الله يعرف كل ما يمكن أن يعرف منطقيا ) وحرية لا نهائية “ص151

الرجل هنا يتكلم عن الله فى كل الأديان كأنه شىء واحد بينما هناك خلافات كبيرة بين الأديان فى تعريف الله فالإسلام مثلا ليس الإله حر لا نهائى لأنه قيد نفسه بأحكام تنفى العيوب والنقائص عنه كقيد عدم الظلم وكقيد عدم إخلاف الوعد

وقال ” ربما يكون مصمم خارق ولكن فى هذا الحالة لن يكون مصمما أتى من العدم بالتأكيد “ص158

هذا الكلام اعتراف بوجود الله وهو المصمم الخارق حسب قوله ومع هذا قال أن مقولة التصميم هى استخفاف بالعقول وهو تناقض حسب قوله:

“واقتراح أن المسبب الأول للمجهول العظيم المسئول عن الوجود كان قادرا على تصميم الكون والتكلم مع ملايين الأشخاص معا هو تهرب صريح من المسئولية فى التقصى والبحث عن شرح مناسب استخفاف مخيف بالعقل هو هذا الخطاف سماوى “ص157

الرجل يعتبر العقل يستطيع فهم كل شىء بالبحث والتقصى وهو ما يناقض كلامه مثلا عن استعصاء بعض الأمور على فهم العقل كقوله:

“ليس بمقدور أحد أن يفهم تفاصيل شىء كالانفجار العظيم “ص148

وكقوله :

“ومن بين كل الفراغات فى قصة التطور فإن فراغ أصل الحياة يبدو عصيا على الفهم لدماغ بتقديرات متمرسة على تقييم احتمالات ومجازفات على موازين يومية “ص140

كلام الرجل يدل على التناقض فهناك أمور لا يستطيع العقل فهمها ومع هذا يقول بقدرة العقل على فهم كل شىء بالبحث

وقال “والقاعدة هى العمل كرافعة من الأسفل إلى الأعلى وليس بالعكس خطاف سماوى والرافعة ليست الانتخاب الطبيعى بالضرورة مع الاعتراف بأن لا أحد جاء بطريقة أفضل ولكن من الممكن أن تكون هناك نظريات أخرى تنتظر الاكتشاف “ص158

الرجل هنا أقر بأن نظرية التطور لاغية لا قيمة لها فى حالة النظريات الأخرى التى تنتظر اكتشافها وهو كلام يبين أن النظرية بها عيوب كثيرة تجعلها عديمة الجدوى

وقال “فرضية المصمم تثير فورا السؤال الأكبر عن المصمم نفسه كل المسألة بدأت من محاولة شرح لا احتمالية منطقية وهذا بوضوح ليس حلا لأنه يطرح شيئا لا احتماليته أكبر ونحن هنا بحاجة لرافعة وليس لخطاف سماوى لأن الرافعة لوحدها تستطيع العمل بتدرج معقول التصديق من بداية بسيطة لنهاية معقدة عظيمة اللااحتمالية “ص160

هذا الكلام يبين مدى حيرة المؤلف بين ايمانه بوجود الله وبين إنكاره لوجود الله وهو كلام يبين لنا مدى ضحالة تفكير الرجل فهو لا يزيد عن فرعون الذى طالب موسى (ص) بإله محسوس ولا عن بنى إسرائيل الذين طالبوا موسى(ص) كذلك بإله محسوس مجسد كما قص الله علينا فى القرآن :

“اجعل لنا إلها كما لهم آلهة “

إذا يستوى أصحاب التعليم والذكاء العالى كالمؤلف فى النهاية بجهلاء بنى إسرائيل فكل منهم يريد شىء واحد حتى يؤمن به وهو الإله المرئى المحسوس

وقال “يقوم الانتخاب الطبيعى كل يوم وكل ساعة وفى العالم كله بمراقبة كل التغيرات حتى أدقها كما يشرح داروين يرفض ما هو سيىء ويحافظ ويزيد ما هو جيد يعمل بصمت ودون اكتراث وكلما سنحت الفرصة لتحسين كل نظام حى ” ص161

بعد أن أنكر الرجل نظرية التطور واعتبرها مليئة بالعيوب والثغرات نلاحظ هنا أن الرجل يتحدث عنها كأنها حقيقية واقعة لا مفر منها فالانتخاب الطبيعى يعمل فى كل لحظة لتحسين كل نظام حى وهو كلام فارغ لا يمت للعلم بصلة فلكى تثبت هذا الكلام عن التطور الذى يثبته الانتخاب المزعوم تحتاج للذهاب للخلف آلاف أو ملايين السنين وهو شىء لم يره أحد أى شىء غيبى ومع هذا يعترف به زاعما أن المتحجرات تدل عليه رغم ان عدد المتحجرات قليل جدا من بين مليارات كانت تعيش من أفراد الأنواع فكيف تثبت حكم عام من شىء خاص علما بأن الناس غالبا ما يحفظون الأشياء النادرة الوجود أى الشواذ ولا يحفظون الأشياء العامة ؟

ثم كيف تثبت شىء كأدمغة الناس تطورت والناس الحاليين فيهم كل أنواع الأدمغة التى يقال أن علم الحفريات اكتشفها ؟

وقال ” الطبيعة لا تملك مساحة لبهجة روحانية طائشة النفعية العديمة الرحمة تنتصر حتى ولو بدا لنا ذلك مختلفا فى بعض الأحيان “ص163

الخطأ هنا هو أن الرجل ينكر الروحانية ومع هذا فى كلامه ناقض نفسه فجعل الملحد سعيد متوازن مقتنع فكريا ومعنويا وهى أمور روحية فقال:

“كتاب المراد به لفت الانتباه لحقيقة أن الإلحاد هو تطلع واقعى شجاع ورائع من الممكن أن تكون ملحدا سعيدا ومتوازنا ومقتنع فكريا معنويا بشكل كامل “ص4

فالسعادة ليست جسمية أى مادية والتوازن أمر ليس جسمى والقناعة المعنوية ليست أمر جسمى بل شىء نفسى أى روحى

وقال”ولكن على الأقل هناك بعض المميزات الانتخابية لمخ الطفل الذى يمتلك قواعد غير مجربة صدق بدون أسئلة كل ما يقوله لك الكبار “ص175

الرجل يجعل فى المخ مخ الطفل قواعد غير مجربة وهو كلام يناقض حديثه عن كون الطفل لا يمتلك أى شىء يعرف به الصواب من الخطأ فى التدين الذى يراه خطأ ويطالب بألا يربى الناس أولادهم على أديانهم فلو كان الطفل يمتلك شىء من تلك القواعد لعرف الصواب من الخطأ بدون تربية

والرجل الذى يعرف نفسه بكونه عالم عليه أن يحضر تجربة هى جلب طفل رضيع ووضعه فى حجرة ولا يقدم له شىء سوى الحليب ليعرف هل هذا الطفل سيقدر مثلا على التمييز بين خراه وبوله وبين الحليب وليعرف هل سيتعلم الطفل الكلام أم لا وليعرف ماذا سيفعل هذا الطفل فى تلك الحالة بلا أبوين ؟

هذه التجربة رغم كونها أمر فظيع فالملحد لن يقتنع إلا إذا علم أن هذا الطفل سيموت ولو عاش قليلا فلن يتكلم ولن يعرف أى شىء سوى الرضاعة

وقال “الأشياء الحية ليست مصممة ولكن الانتخاب الطبيعى الداروينى أعطاهم صفات المبدأ التصميمى “ص183

نلاحظ هنا التناقض بين قوله عن الأشياء الحية ليست مصممة فهنا لا يوجد تصميم ومع هذا أقر أن نظريته المفضلة جهلت هناك تصميم للأشياء وهو قوله أعطاهم صفات المبدأ التصميمى

وقال “النظرية العامة عن الدين كناتج عرضى لشىء مفيد أخطأ الهدف هو الذى أريد أن أؤكد عليه “ص190

الخطأ أن الرجل يرى الدين كناتج عرضى لشىء مفيد أخطأ الهدف وبالقطع الرجل هنا يفترض أمرا خياليا فلو أخذنا بنظريته التى يؤمن بها وهى التطور فلن يكون هناك دين ولا أى شىء فالناس الذين نتجوا من القرود ليس لهم لغة ولا أى شىء فكيف سيتفقوا على لغة للتواصل سواء لغة إشارة أو كلام ؟وما دامت لا توجد لغة فمن أين جاء الدين رغم عدم وجود تواصل ومن أين جاء الإلحاد ؟ هناك أسئلة كثيرة لا إجابة لها

الدين سبب وجوده هو ابتلاء البشر كى يحاسبوا بناء على فعلهم

” التجربة على أرض الواقع (شخصيا أرغب بتجربتها )لكننى بالرغم من هذا فأنا متأكد من النتيجة “ص196

نلاحظ هنا مخالفة للمنهج العلمى وهى أن الرجل متيقن من نتيجة دون أن يجرب وهو كلام يعتبره قائله مجنون بالفعل

وقال “كنت قد نوهت على القرابة والتبادل كعمودين رئيسين للإيثار فى العالم الداروينى ولكن هناك بناء ثانوى يقع على قمة تلك الأعمدة وبخاصة فى المجتمع الإنسانى بوجود لغة والثرثرة تصبح السمعة مهمة “ص218

الرجل الذى أنكر الروحانية بقوله :

“” الطبيعة لا تملك مساحة لبهجة روحانية “ص163 يناقض نفسه بإثبات شىء روحانى فى الطبيعة وهو الإيثار

والرجل هنا يثبت وجود لغة للمجتمع الإنسانى فهل سأل نفسه لو عدنا للزمن الأول المزعوم حيث كان الناس قد نتجوا من القرود

إن الناس يحتاجون للغات ليتفاهموا مع بعضهم البعض والناس لا يقدرون على عمل لغة لأنهم –وتلك الحالة لم تكن موجودة ولكنها فرض خيالى- لن يستطيعوا أن يتفقوا على الألفاظ ومعانيها لأنهم فى تلك الحالة لا يوجد بينهم وسيلة إتصال للتفاهم فحتى الإشارة لو تفاهموا بها لن تجدى لأن إشارة مثل رفع إصبعين تعنى النصر أو تعنى العدد 2 وقد تعنى شىء أخر مما يجعل إيصال المراد شىء بعيد والله هو خالق اللغات ولذا كان وجوده لازما لكى يقدر الناس على الاتصال والتفاهم من خلال اللغات التى خلقها .
وقال “وعندما يقرأ زوجين من الأذكياء كتاب داروين فإنهما يعرفان بأن السبب النهائى لاندفاعهم الجنسى هو التكاثر”ص221

نلاحظ هنا أن الرجل يوصل لنا وجهة نظر مجنونة وهى أن الأزواج سيعرفان بأن السبب النهائى لاندفاعهم الجنسى هو التكاثر فماذا عمن يجامع زوجته بعد الحمل أى فى أثناء الحمل وماذا عمن يجتمعان بعد سن اليأس ؟ وماذا عن جماع العاقر ذكرا أو أنثى ؟

كما نلاحظ أن الرجل يناقض نفسه عندما يتحدث عن الجنس والأزواج وأن الهدف منه هو التكاثر عند دارون وهو كلامه يجعل كلامه عن حقوق المثليين جنون لكونه يناقضه فجنس المثليين لا يوجد فيه تكاثر على الإطلاق وطبقا لدارون فالمثلية هى خروج عن الطبيعة أى خروج عن القوانين التى يعرفها هذا العالم فكيف يقر حقوق المثليين وقد دافع عنها فى العديد من المواضع فى الكتاب كقوله :

“المواقف تجاه المثليين تفضح الكثير عن شكل الأخلاقيات المستوحاة من الدين”ص295؟

وقال “الاستنتاج الرئيسى الذى وصل إليه هاوسر وسينغر هو بأنه ليس هناك احصائيا أى فروق تذكر بين الملحدين والمتدينين من ناحية اتخاذ قرار أخلاقى وهذا يبدو متطابقا مع وجهة النظر التى أتمسك بها والعديدين بها بأننا لسنا بحاجة إلى الله لنكون صالحين أو طالحين “ص227

الرجل يقرر أن قرارات الناس لا تنبع من الدين ومن ثم لسنا بحاجة لله لنكون صالحين أو طالحين وهو كلام يبين لنا أنه يستخدم منهجه حسب هواه فعليه أن يعود بنا للعصر المزعوم حيث نتج الناس عن القرود حيث لا توجد لغة ومن ثم لا يوجد دين فكيف وجدت اللغة أولا فى ذلك العصر وحتى بعده ؟

لا يمكن للغة أن تنشأ بين ناس لا يعرفون أى شىء لأنهم لا يملكون أى أداة تواصل سوى البكاء إو الصراخ ونعيد الكلام :

إن الناس يحتاجون للغات ليتفاهموا مع بعضهم البعض والناس لا يقدرون على عمل لغة لأنهم –وتلك الحالة لم تكن موجودة ولكنها فرض خيالى- لن يستطيعوا أن يتفقوا على الألفاظ ومعانيها لأنهم فى تلك الحالة لا يوجد بينهم وسيلة إتصال للتفاهم فحتى الإشارة لو تفاهموا بها لن تجدى لأن إشارة مثل رفع إصبعين تعنى النصر أو تعنى العدد 2 وقد تعنى شىء أخر مما يجعل إيصال المراد شىء بعيد والله هو خالق اللغات ولذا كان وجوده لازما لكى يقدر الناس على الاتصال والتفاهم من خلال اللغات التى خلقها .
الناس يحتاجون للشريعة لكى يتعاملوا مع بعضهم البعض فلو أن الله ترك الناس بدون شريعة أو لو لم يكن موجودا لسار كل واحد على هواه ونتيجة ذلك ستكون هى فناء النوع الإنسانى وذلك لأن الأهواء كلها متضادة ولذا كان إنزال الشريعة من عند الله وهذا يدلنا على ضرورة وجود الله

والرجل عليه أن يقر بهذا فناسه المزعومين لا يملكون أى شىء حتى أنه يعتبر لوسى ليست إنسانا فى قوله :

“تخيل بأن كائنا متوسطا ولنقل أوسترابيثيسوس آفارانسيس قد نجح بالبقاء وتم اكتشافه فى منطقة نائية من أفريقيا هل يعتبر هذا الكائن إنسانا أم لا ؟ بالنسبة لشخص نتائجى مثلى السؤال لا يستحق حتى الإجابة لأن ذلك لن يغير شيئا من الكافى هذا الانبهار والشرف بلقاء لوسى الجديدة “ص305

السؤال كيف يتحول هؤلاء الناس كلوسى لمتكلمين ؟

هل عاصر أحد تلك الفترة هل رأى عالمنا تلك الفترة أو غيره؟

قطعا لا أحد رأى أو عاصر تلك الفترات ومع هذا يقر الرجل باختراع الناس اللغة وهم لا يملكون أداة تواصل

نريد من الملحدين وضع رضيعين فى تجربة وتركهما يعيشان فى حجرة بالطعام فقط دون تعليم للكلام وننتظر هل سيتكلمان أم لا هل سيتفقان على لغة أم لا؟

هذا هو ما يثبت النظرية المزعومة وهو شىء لن يفعلوه لأنهم يعرفون أن النتيجة أن الأطفال لن يتعلموا كلاما ولن يتفقوا عليه

وقال “إن موسى يمكن اعتباره كمثل أعلى أكثر من إبراهيم لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث ربما يكون إبراهيم الأب الأول لتلك الديانات ولكن الذى يمكن دعوته بالمؤسس والملقن الأول لتلك الديانات هو موسى “245

بالقطع الرجل أخذ كلامه هذا من العهدين لأنه لم يدرس القرآن على الاطلاق وكل ما يعلمه عنه إنما هو من كلام أعداء المسلمين كالعلمانيين الذين يتسمون بأسماء المسلمين أو غيرهم من اليهود والنصارى ومنكرو الله

ونلاحظ تأكيد الرجل على كون الديانات الثلاث توحيدية رغم أنه أثبت فى كتابه أن النصرانية ليست توحيدية كما فى قوله :

” هل هناك إله بثلاثة أقسام أو ثلاثة آلهة فى واحد “ص35

وقال “هدفى الأساسى هنا ليس أن أعرض بأنه ليس علينا أن نأخذ أخلاقنا من الكتب المقدسة رغم أن ذلك هو رأيى الشخصى “ص250

خطأ الرجل هنا هو عدم أخذ الأخلاق مما يدعى الأديان أى الكتب المسماة المقدسة وأنقل هنا من مقالى الرابط بيننا ؟

” ماذا يربطنى بك أيها الإنسان؟هل يربطنى بك المكان ؟أو هل يربطنى بك البيان ؟أو هل يربطنى بك نوع الإنسان ؟
المكان لا يربط بينى وبينك لأنه لا يعرفنى حقى ولا يعرفك حقك إنه صمت مطبق بينى وبينك وهو من أهم أسباب النزاع بيننا أليس فيه ما تتوق إليه أنفسنا أنا وأنت ؟أليس فيه الذهب والفضة ؟أليس فيه الطعام والشراب ؟أليس فيه ما يمتلك ؟وهذه الأشياء كل واحد منا يريد أن يستأثر بأكبر قدر منها .
البيان –أى اللغة-لا يربط بينى وبينك لأنه مجرد كلمات نستخدمها أنا وأنت حسب هوانا ولأنه محايد أليس نستخدمه لإحداث الحرب بيننا كما نستخدمه لإحداث السلام بيننا ؟البيان لا يقول لى ولك حقوقك كذا وواجباتك كذا لأنه مجرد كلمات لأى متكلم أن يرصها حسبما يريد
نوع الإنسان لا يربط بينى وبينك فلا الشكل يجعلنا نعرف الحقوق والواجبات ولا الطين الذى خلقنا منه يدلنا على كل منها ألسنا رغم وجود شكل واحد لنا ورغم وحدة المادة التى تكونا منها نتحارب ألسنا رغم وجود وحدة الشكل والمادة يرغب كل منا فى السيطرة على أخيه ؟”
ومن ثم لا يتبقى شىء للفصل بين الناس سوى الدين وأعودة بالرجل مرة أخرى ومرات متكررة إلى عصره المزعوم حيث نتج الناس من قردة حيث لا كلام فهل يمكن أن توجد أخلاق كريمة أو حتى سيئة فى عالم بلا كلام ؟

وقال “لكن الحروب الدينية حصلت بسبب الدين وتكررت كثيرا عبر التأريخ ولا أذكر أى حرب حصلت تحت اسم الإلحاد “ص281

الخطأ هنا أنه لا يوجد حروب حصلت تحت اسم الإلحاد وماذا عن حروب الاتحاد السوفيتى لفرض الشيوعية أى الإلحاد بقوة السلاح مثلا فى المجر حيث تم سحق حكومة إيمرى ناجى وحيث تم احتلال أفغانستان وحيث كانت الحرب مشتعلة فى نيكارجوا والسلفادور ألم تكن تلك حروب يقودها الإتحاد السوفيتى لفرض الإلحاد ؟

حتى فى القديم عبر التاريخ يبدو أن حركة القرامطة وهم ملاحدة هاجمت الدول المحيطة بها وتزعم كتب التاريخ أنهم هاجموا الكعبة- وهى ليست كعبة الله المحمية بأمر الله فى كل وقت وحين – وأخذ القرامطة الحجر الأسود ومن ثم فالقول بأن الإلحاد مسالم هو ضرب من الجنون والعبط فحتى داخل الاتحاد السوفيتى أعدم ستالين الملايين بزعم حربهم للشيوعية

وقال”أنا لن أكون متطرفا عندما أقول بأن التطور حقيقى “ص286

الرجل رغم اعترافه بثغرات وعيوب نظرية داروين التطورية يقر بكون التطور حقيقى رغم أنه لم يراه حقا وحتى دارون نفسه لم يراه ولا حتى أحد ممن هم زعموا ذلك قديما وحديثا وعدم الرؤية وعدم المعاصرة حسب المنهج العلمى ينفيان بلا مواربة التطور فكيف نثبت شىء بلا رؤية ؟

وقال “فى أفغانستان 2006 حكم على عبد الرحمن بالموت لأنه اعتنق المسيحية هل قتل أحدا هل أذى أحدا سرق شيئا تسبب بالضرر لأحد ؟لا “ص290

الرجل هنا يتكلم عن الردة ويقول أنها لا تسبب ضررا لأحد وهو كلام من لا يفقه فارتداد إنسان عن دينه يسبب ضررا لكل أصحاب الدين المتروك لأنه يشككهم فى دينهم ولأنه بالتحول يكون قد أقر بجنون أهل دينه القديم باعتبار الدين الجديد هو دين العقلاء أو بتعبير أخف لفظيا وإن كان هو نفس المعنى الدين القديم دين خاطىء والدين الجديد دين صحيح ومن ثم فأصحاب الدين القديم خطاة وأصحاب الدين الجديد أصحاء

إن تحريم الردة فى الإسلام سببه هو عدم إحداث فتنة بين المسلمين ليتركوا دينهم وهو ما فعله بعض الكفار عندما طلبوا من بعضهم البعض الإيمان به أول النهار والكفر أخره حتى يشوهوا صورة الدين الحق عند الناس فيترك المسلمون دينهم ويعرض من فكر فى الإسلام عن الإسلام باعتبار تلك الردة ومن ثم فالضرر متحقق فى أهل الدين القديم

وقال “فى أفغانستان وتحت حكم طالبان كانت العقوبة الرسمية للمثلية الجنسية هى الإعدام وبطريقة تبدو شهية للبعض وذلك بدفن الشخص حيا تحت جدار يدفع فوق الضحية ” ص292

الرجل هنا اعتبر طالبان هى دين الإسلام مع أن دين الإسلام برىء من هذا الحكم المخالف للقرآن فالمثليين بعد إيذاءهم وهو جلدهم يعيشون حتى أنهم يتوبون بعد الإيذاء وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :

“و اللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحافأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما”

ما فعلته طالبان هو وحشية كما يقولون ومخالف للإسلام

وقد ناقش الرجل فى أحد فصول الكتاب مشكلة الإجهاض فى المسيحية والغرب وهى مشكلة خاصة بهم حيث يرفضها المجتمع المسيحى رفضا تاما ولكن مؤلفنا ومعه بعض الملحدين والعلمانيين يقبلون به كليا وهو قول المؤلف :

“إن وجهة نظر التطور بسيطة جدا أن الجزء الإنسانى الموجود فى البويضة لا يملك مركزا أخلاقيا مطلقا لا يمكن ذلك بسبب التطور المستمر مع الشمبانزى وأبعد ” ص305

سبب استحلال الاجهاض عنده هو أن الجزء الإنسانى الموجود فى البويضة لا يملك مركزا أخلاقيا مطلقا وهو كلام بلا دليل محسوس فكيف أثبت الرجل تلك المقولة وهو لم ير ولم يشاهد الأجنة فى بطون الأمهات وهل فيها نفس أم لا ؟

الرجل فى هذا الفصل اعتبر المسيحيين هم العالم ونسى بقية العالم ومنه المسلمون

والإجهاض يقصد به إنزال الجنين أثناء الحمل وهو أنواع هى:
-الإجهاض المباح وشروط إباحته هى:
أ-أن يكون فى الثلاث شهور الأولى من التسعة حيث يكون الجنين جسما بلا نفس أى بلا روح لأن الحمل عند الله ستة أشهر والرضاعة سنتين أى 24شهرا والمجموع ثلاثون مصداق لقوله بسورة الأحقاف “وحمله وفصاله ثلاثون شهرا “وفى مدة الرضاعة قال بسورة البقرة “يرضعن أولادهن حولين كاملين”.
ب-أن يكون سببه إما إكمال الرضاعة للرضيع وإما وجود مرض أو أكثر يهدد حياة الأم بسبب الحمل وإما بسبب الاغتصاب وفى الحالات أذى للرضيع والأم وهو ما حرمه الله بقوله بسورة الحج “وما جعل عليكم فى الدين من حرج “أى من أذى.
ج- يستثنى من مدة الثلاث أشهر مرض الأم فيتم الإجهاض فى أى وقت ولكن يستحسن الإجهاض متى علم الحمل.
-الإجهاض المحرم وهو إجهاض غير المرضع وغير المريضة بمرض يهدد حياتها وغير المغتصبة وهو ما يسمى الوأد سواء كان السبب الخوف من الإملاق وهو الفقر أو كان خوف المرأة على جسمها من ناحية المنظر الجمالى أو كان كراهية الرجل أن ينجب من المرأة أو العكس أو كان رغبة الرجل والمرأة فى الجماع دون توقف بسبب النفاس

وقال”تخيل بأن كائنا متوسطا ولنقل أوسترابيثيسوس آفارانسيس قد نجح بالبقاء وتم اكتشافه فى منطقة نائية من أفريقيا هل يعتبر هذا الكائن إنسانا أم لا ؟ بالنسبة لشخص نتائجى مثلى السؤال لا يستحق حتى الإجابة لأن ذلك لن يغير شيئا من الكافى هذا الانبهار والشرف بلقاء لوسى الجديدة “ص305

الخطأ هنا اعتبار بعض الكائنات لم تقدر على البقاء وهو كلام بلا دليل فالمؤلف ولا حتى داروين ولا غيره عاصروا شيئا مما يتكلمون عنه من الغيب ومع هذا يقررون أشياء وكأنها حقائق مع أنها ليست سوى تخيلات وأوهام

وقال “المسيحية تماما كالإسلام تعلم الأطفال بأن الإيمان دون سؤال هو فضيلة لا يجب عليك أن تجادل بما يؤمن به أحد “ص311

الرجل هنا يقول على الإسلام بلا نص فأين النصوص التى تمنع الطفل أو غيره من السؤال مع أن هناك حكم يقول فى سورة النحل :

” فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون “؟

فلا يوجد أسئلة ممنوعة عن الأحكام فى الإسلام أيا كانت

وقال “غالبية المسلمين يعيشون حياتهم اليوم بدون اللجوء للعنف مع أن القرآن خليط من كل شىء لو أردت السلام فهناك آيات مسالمة ولو أردت الحرب فستجد آيات جهادية “ص312

الخطأ اعتبار القرآن مخطىء لكون القرآن خليط من كل شىء وهو جنونى لأن الحياة فيها السلام وفيها الحرب أم أنه مطلوب أن يكون مسالما فقط أو محاربا فقط ؟

أليست طبيعة الحيوانات السلام والحرب وهى الافتراس فهو ينكر انطباق قانون الطبيعة على البشر رغم كونهم جزء من الطبيعة عنده ؟

وقد ناقش الرجل فى أحد الفصول عدم دينية الأطفال ومنع الأسر من تربيتهم وهى قضية هامة ولكنه لم يبين كما هو الحال فى كتابه أن الإسلام فى القرآن لا يعتبر الأطفال على دين وإنما يعتبرهم سفهاء فى طريقهم للرشد ولذا قال تعالى بسورة النساء :

“ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماوارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا”

فالسفيه ليس مسلما وليس كافرا

وقال “قال لى سأل فيلسوف القرن العشرين العظيم لودفيغ ويتغينشتاين صديقه لماذا يقول الناس دائما بأنه كان من الطبيعة للإنسان أن يفترض بأن الشمس تدور حول الأرض وليس بأن الأرض تدور أجاب الصديق ذلك حدث بالتأكيد لأن الأمر يبدو وكأن الشمس تدور حول الأرض فأجاب ويتغينشتاين مصرا لكن كيف كان يجب أن تبدو عليه الأرض لتبدو وكأنها تدور بعض الأحيان أقتبس هذه العبارة من ويتغينشتاين فى محاضراتى “ص373

الرجل يكرر نفس الخطأ وهو الاعتقاد بدوران الأرض حول الشمس مع أن الحقيقة التى يراها كل ذو عينين كل صبح هو دوران الشمس فوق الأرض ومع هذا يطالبنا القوم بتكذيب ما نراه فى سبيل أن نؤمن بنظريتهم الكاذبة والتى تقول بدوران الأرض حول الشمس مع أنهم لم يشاهدوها ولم يشاهدها غيرهم بأعينهم والمفروض لإثبات نظريتهم الخروج فوق الاثنين لمعرفة من يدور حول من أليس هذا هو المنهج العلمى أن تكون فى مكان أعلى من جسمين لتعرف من يتحرك وكيف يتحرك ؟

وقال “لدينا ميول للتفكير بأنه فقط الأشياء الصلبة هى أشياء حقيقية تردد الأمواج الكهرو مغناطيسية فى الفراغ تبدو غير حقيقية “ص376

نلاحظ هنا أن الرجل يطالبنا أن نؤمن بشىء غير مرئى عنده وهو وجود الأمواج الكهرومغناطيسية ومع هذا ينكر وجود الله الذى هو غير مرئى أليس هذا تناقضا فى المنهج ؟

هذه الأقوال وغيرها تدل على أن الملحدين يستخدمون المنهج العلمى حسب هواهم

وننهى الكتاب بنقل بعض الأدلة على وجود الله من كتاب الأدلة على وجود الله :

الأدلة على وجود الله

-الحاجة فالمنكر لوجود الله أو المشرك به لا يعرف ربنا إلا وقت زنقه أى وقت الشدة كركوبه البحر والتعرض للغرق ومن أمثلة ذلك إيمان فرعون عند الغرق وكل ملحد يقرأ هذا الكلام عليه أن يسأل نفسه وحده ماذا قلت عندما مرضت واشتد ألمى أو ممن طلبت المال عندما كان ليس لدى مال وقفلت فى وجهى كل الأبواب أو من أنقذنى من الغرق فى البحر ..إلخ تلك المصائب التى يمكن أن تحيق بالإنسان ولا يجد ملجأ سوى أن يطلب من الله أى القوة المسيطرة على الكون وفى هذا قال تعالى “أمن يجيب المضطر إذا دعاه “

-الأولية فكل شىء فى الكون له أول وعلى كل ملحد أن يذكر لى شىء واحد فى الكون لم يكن له أول وهم يعترفون بذلك من خلال النظريات التى اخترعوها عن بداية الكون كالانفجار العظيم حيث كان الكون عبارة عن بيضة بها طاقة هائلة انفجرت نتيجة الضغط الشديد

– نظرية الاحتمالات فطبقا لتلك النظرية توجد عدة احتمالات متساوية أولها هو وجود خالق أو عدة خالقين وثانيها عدم وجود خالق وكلا الاحتمالين متساويين ولا مرجح لهما فى النظرية وطبقا لنظرية الاحتمالات لا يمكن للكون أن ينشأ بهذه الصورة أبدا دون خالق مبدع فلو أخذنا شىء بسيط مثل وجه الإنسان وقلنا كم عملية يحتاج للخروج بهذا المنظر عينين تحتهما أنف تحته فم وحولهم وجنات لوجدنا أن هذا التتابع يحتاج لمليارات المليارات من العمليات لكى يخرج للوجود أو لا يخرج
-إن علم الرياضيات دال على وجود الله فالواحد أول الأعداد يدل على وجود أول خالق هو الله والنقطة أول الخط دالة على نفس الأمر فهذا العلم يبين وجود أول لكل شىء ومن ثم طبقا لهذا العلم فهناك خالق هو الأول هو الذى خلق الكون
– يقول القوم المادة لا تفنى ولا تستحدث من عدم وطبقا لهذه النظرية فإن العدم لا ينتج سوى العدم ومن ثم فالكون لابد له لكى ينشأ من وجود سابق عليه وهذا الوجود هو الخالق هو الذى خلق المادة وسوف نسير مع القوم فى نظريتهم ونقول أن الله مادة – وهو سبحانه ليس بمادة – وهو الذى خلق المادة التى منها الكون.
-إن معنى الإله غير موجود هو أن يكون نظام الكون واحد حتى لا يكون هناك ظلم لأن المادة لا تحابى ولا تميز ومن ثم كانت ستنشىء الكون بطريقة واحدة متشابهة ليس فيها هذا التنوع فى الخلق ما بين كبير وصغير وأسود وأبيض ومريض وصحيح ولكننا لا نجد هذا موجودا وإنما نجد الاختلاف والتنوع الدال على وجود إله خالق أراد شيئا من وراء عملية الخلق
-لا إله تعنى لا قانون فلماذا يتعامل المنكرون لوجود الله بقانون ؟
هذا جنون لأن عدم وجود إله يعنى عدم وجود قانون يفصل بينهم فصلا عادلا والدليل أنهم يغيرون القوانين باستمرار والغريب أن من ينكر وجود الخالق يقول إنه يحيا على مبادىء فكيف يحيا على مبادىء سواء كانت سليمة أو خاطئة؟ وأصلا لا توجد مبادىء لعدم وجود محدد أى خالق لها ومن ثم فهم يناقضون أنفسهم عندما يدعى كل واحد منهم انه يسير على مبادىء سواء سماها أخلاق أو دين أو غير ذلك

-لا يوجد إله إذا لا يوجد حوار بين الناس والمنكرون الطالبين للحوار مجانين
إن المنكرون لوجود الخالق يطلبون ممن يؤمنون بالخالق أن يحاوروهم فعلى أى شىء نتحاور إذا كان عدم وجود الإله يعنى عدم وجود قانون يحدد شكل الحوار ؟ولماذا يتم التحاور من الأساس إذا كان أساس الحياة عندهم عدم وجود قانون لعدم وجود إله

إن المنكرون عندما نقول لهم للكون خالق فهم يتهموننا بأن الخالق المزعوم لنا ظالم عندما جعل واحد عمره طويل وأخر عمره قصير فمن نتهم عندما يكون أحدنا مريض والأخر سليم والسؤال لهم من نتهم بهذا الظلم فى حالة عدم الخالق ؟

إن الخالق خلق الناس على تلك الأحوال ابتلاء لهم حتى يحاسبهم فى الأخرة فيثيب المطيع له ويعاقب العاصى له

– لكل شىء فاعل وكما قالوا قديما :البعرة تدل على البعير وأثر السير يدل على المسير فإن الكون بما فيه يدل على وجود خالق له

-إن مصيبة المصائب هى أن المنكر للخالق لن يصدق بوجود الإله إلا عند نزول العذاب عليه لأنه لا يدع لنفسه فرصة للتفكير فى وجود الخالق ومثال هذا ما حدث مع فرعون عندما أمن بالله وهو يغرق
– من العجيب أن المنكرون للخالق لم يشهدوا بداية الكون فكيف يحكمون على شىء لم يشاهدوه وهم كما يقولون لا يؤمنون إلا بما جربوه وشاهدوه بأنفسهم
-إذا بدأنا من البداية سنجد أحد فرضين الأول وجود خالق والثانى عدم وجود خالق والأول صحيح لأنه من الوجود يأتى وجود أخر بينما العدم وهو عدم الوجود يظل عدم ونقصد أن اللاشىء لا ينتج شىء لأنه يظل كما هو لا شىء
-لو فرضنا أن الكون وجد دون خالق أى إنه كما يقال قديم وأزلى ستقابلنا مشاكل أهمها أن القديم مهما بلغ من القدم له بداية كما أن كل شىء فى الكون له بداية فالإنسان أى إنسان وجد بعد أن لم يكن موجودا والدجاجة وجدت بعد أن لم تكن موجودة …………….ولو ظللنا نضرب أمثلة سنسود آلاف الصفحات فكل الأشياء الموجودة فى الكون لم يكن لها وجود ثم أصبح لها وجود ومن هنا نعلم أن الكون لابد له من بداية وهذا يعنى أنه كان بعد أن لم يكن فماذا كان قبله ؟لابد أنه موجد الكون
-أن افتراض عدم وجود خالق يعنى أن الظلم الموجود فى العالم سابقا وحاليا ومستقبلا ليس له حل وأن المظلوم مثل المصاب بعاهة أو بمرض أو فقر……… سيموت مظلوما ولن يجد من ينصفه من تلك الطبيعة التى لم تساويه بالأخرين إذا مشكلة الظلم لن تحل فى ظل عدم وجود إله بينما وجود الإله يعنى وجود حل عادل للمشكلة من خلال الحساب الأخروى
-أن الكون لو لم يكن له إله لسار على قوانين أخرى غير ما فى الكون الحالى حتى لا يكون ظلم وكما قيل المادة غير عاقلة فهى لا تفهم فى مشكلة الظلم ومن ثم كانت ستوجد الخلق كلهم على شاكلة واحدة ولن يختلفوا
-إن عدم وجود إله يعنى الفوضى الشاملة فلا توجد قوانين لأن القوانين لا يضعها سوى القوة العليا وما دام ليس للكون أى قوة عليا فمن ثم لن يكون فى الكون أى نظام تسير عليه الكائنات الموجودة فكل واحد يفعل ما يحلو له ولكننا لا نجد هذه الفوضى فكل شىء مرتب يسير على قوانين منظمة بحيث أن أنواع المخلوقات لا تفنى ونجد كل شىء يسير فى مجاله المعتاد
-إننا والكائنات بعامة نخضع لنواميس جبرية لا نستطيع أن نغيرها كالموت وعمل أجهزة الجسم مما يعنى أننا عبيد لقوة أعلى منا هى صاحبة تنفيذ النواميس الجبرية وهذه القوة هى الإله سواء سماها الأخرون الطبيعة أو غير ذلك .
-إذا أنكرنا وجود الإله فرضا يكون الإنسان وغيره غير خاضعين لغيرهم وغير محتاجين لغيرهم ومعتمدين على ذواتهم فى وجودهم واستمرارية الوجود والبقاء ولكننا نجد الإنسان وغير فقراء للغير محتاجين له فى بدء وجودهم واستمراريته ودرء الموت عنهم وهذا يعنى وجود قوة عليا هى التى تمد الإنسان وغيره بما يكفل لهم الوجود واستمراريته
-هل نحتاج لوجود الله؟نعم لماذا نحتاج لله أى لماذا يكون وجود الله ضرورة لازمة لا يستغنى عنها ؟الجواب أسباب كون وجود الله ضرورة لازمة كثيرة منها :
أن الناس يحتاجون للغات ليتفاهموا مع بعضهم البعض والناس لا يقدرون على عمل لغة لأنهم –وتلك الحالة لم تكن موجودة ولكنها فرض خيالى- لن يستطيعوا أن يتفقوا على الألفاظ ومعانيها لأنهم فى تلك الحالة لا يوجد بينهم وسيلة إتصال للتفاهم فحتى الإشارة لو تفاهموا بها لن تجدى لأن إشارة مثل رفع إصبعين تعنى النصر أو تعنى العدد 2 وقد تعنى شىء أخر مما يجعل إيصال المراد شىء بعيد والله هو خالق اللغات ولذا كان وجوده لازما لكى يقدر الناس على الاتصال والتفاهم من خلال اللغات التى خلقها .
الناس يحتاجون للشريعة لكى يتعاملوا مع بعضهم البعض فلو أن الله ترك الناس بدون شريعة أو لو لم يكن موجودا لسار كل واحد على هواه ونتيجة ذلك ستكون هى فناء النوع الإنسانى وذلك لأن الأهواء كلها متضادة ولذا كان إنزال الشريعة من عند الله وهذا يدلنا على ضرورة وجود الله

لو لم يكن الله موجودا لكان الكون قد فسد منذ أن بدأ لماذا ؟ لأن كل كائن سيسير على هواه مما سيجعل الكائنات كلها تتصارع لأن كل منها يرى نفسه الأقوى والأجمل والأفضل ومما سيجعل كل كائن يصنع ما بدا له فمثلا الشمس تشرق من الغرب أو الجنوب أو الشمال أو تترك مدارها نهائيا لمكان أخر ومثلا الأرض بدلا من ترك كائناتها تحيا تقتلهم فتغرقهم بالمياه وتضربهم بالزلازل والبراكين وبدلا من أن تظل كمركز للكون تترك مكانها وتذهب كما يحلو لها ،إذا وجود الله ضرورة لازمة لكى يخضع كل كائن للقوانين التى سنها له وذلك حتى ينتظم عمل الكون ويصبح بديعا متناسقا

إن الناس يحتاجون للنبات من أجل الطعام فماذا لو كان النبات قد قرر –فى حالة عدم وجود الله-ألا يطلع ثمار أو قرر أن يموت نهائيا ؟وكذلك الناس يحتاجون للحيوان من أجل الطعام فماذا لو قرر الحيوان بكل أنواعه فى البر والبحر –فى حالة عدم وجود الله- ألا يتناسل أو أن يهاجم الناس أو أن يجعل نفسه طعاما ساما للناس ؟

إذا وجود الله لازم حتى يرزق الناس وغيرهم لأن لو ترك الأمر للكائن النباتى أو الحيوانى فسيجعل الأمور تختل لأن كل كائن منها سيمشى على هواه ،إن الناس يحتاجون للماء فماذا لو قرر الماء أن يتجمد كله أو أن يتبخر كله ؟طبعا سيموت الناس والكائنات كلها لأن الماء سر الحياة لذا كان وجود الله لازما لكى لا يتحكم مخلوق فى بقية الخلق فيميتهم ،إن الموت يأتى على الصغير والكبير وعلى المعافى وعلى المريض ولذا عندما يقال عن الموت يحدث بأسباب كالمرض والشيخوخة سيكون القول كاذب لأن الموت يأتى على المعافى والصغير فلو لم يكن الله موجودا لكان أمر الموت مختلفا

إن الناس يحتاجون للإحساس بالعدل ولو لم يكن الله موجودا لكان الوضع كالتالى :الظالم يظل سائرا فى ظلمه والمظلوم لا يجد من ينصفه ويظل الأمر كذلك وبالطبع ليس معقولا أن يظل الظالم متمتعا على حساب المظلوم لذا كان لابد من وجود الله ليحاسب الكل فيعطى المظلوم حقه ويعاقب الظالم على ظلمه ،إن الناس يحتاجون للهواء فماذا لو قرر الهواء –فى حالة عدم وجود الله- أن يترك جو الأرض للفضاء ؟قطعا سيحدث الموت للكل ولهذا كان وجود الإله ضرورة لكى لا يتحكم مخلوق فى بقية المخلوقات

إن الإنسان مركب من أجهزة بأشكال معينة فماذا لو قرر مثلا الأنف –فى حالة عدم وجود الإله- أن يكون فى القفا أو قرر سد فتحاته ؟وماذا لو قرر مثلا الفم –فى نفس الحالة –أن يكون فى البطن وأن اللسان فوق الفكين وليس بينهما ؟إن الشكل فى هذه الحالة ليس متوقعا لو سار كل عضو على هواه ولذا كان لابد من وجود الله الذى يأمر كل عضو بعمل وظيفة ما والذى يشكل كل عضو حسب ما يريد والذى جعل لكل عضو مكان فى الجسم

سنفترض أن حوارا جرى بين مسلم وكافر لا يقر بوجود الله كخالق فماذا سيفعل المسلم لإقناع الكافر بوجود الله ؟إنه سيجارى الكافر فى باطله ومن خلال المجاراة سيهدم وينقض هذه الخرافة وهذه أمثلة للحوار :

1- المسلم هل لك معدة الكافر نعم المسلم هل تراها أو تسمعها أو تشمها أو تتذوقها أو تلمسها ؟ الكافر لا المسلم فالله كذلك لا تراه ولا تسمعه ولا تشمه ولا تتذوقه ولا تلمسه فإذا اعترفت بوجود الله لزمك أن تعترف بعدم وجود معدتك

2- المسلم ماذا تنتفس ؟ الكافر الهواء المسلم هل تراه أو تشم رائحته أو تتذوقه أو تلمسه أو تسمعه ؟ الكافر لا م فالله كذلك لا تراه ولا تسمعه ولا تشمه ولا تلمسه ولا تتذوقه فإذا كنت معترفا بوجود الله فلابد أن تعترف بوجود الله وإذا نفيت وجود الله لزمك نفى وجود الهواء .

3-المسلم هل تعرف عدوى المرض ؟ ك نعم المسلم لو فرضنا أن ديكا لديه مرض دخل وسط دجاج سليم هل ينقل له العدوى ؟ الكافر ينقلها المسلم إذا كان هذا الديك هو سبب مرض الدجاج فمن عداه ؟ الكافر لا أدرى المسلم لابد أن يكون الله هو الذى أمرضه وإلا أصبح وجود المرض معدوما لعدم وجود سبب له .

4- المسلم لو قلت لك أن الباب انفتح بدون مفتاح دون أن يأتى أحد ويكسره أو يفتحه هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم لو قلت لك أن المصباح أضاء دون أن يفتح أحد زر تشغيله هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم لو قلت لك أن الحجر انتقل من مكانه لمكان أخر دون أن يحركه أحد هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم إذا كيف أصدقك إذا كنت تقول لى أن الكون ليس له خالق ؟

5- المسلم لو قلت لك أن الساعة فى يدى قد وجدت أجزاؤها على الأرض قد تجمعت على هذا الشكل دون أن يتدخل أحد فى ذلك هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم لو قلت لك أن السيارة قد وجدتها متناثرة الأجزاء على الأرض وفجأة تداخلت فى بعضها مكونة شكل السيارة التى تعرفها دون أن يتدخل أحد فى ذلك هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم لو قلت لك أن الغسالة كانت فى الأصل أشياء متنوعة موجودة فى أماكن مختلفة وفجأة وجدتها تتجمع بإرادتها وتكون شكل الغسالة هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم إذا كيف تريدنى أن أصدقك فى أن هذا الكون كان قد تجمع فجأة دون أن يخلقه أحد؟

6- المسلم هل لكل حادث سبب ؟ الكافر نعم المسلم هذا يعنى أن كل اختراع لابد له من مخترع

ك بالتأكيد المسلم فمن اخترع الكون ؟لابد أن له مخترع وإلا أصبح قولك أن لكل حادث سبب وأن لكل اختراع مخترع لا قيمة له

7- المسلم هل لك جد ؟ الكافر نعم المسلم أحى هو ؟ الكافر لا بل ميت المسلم هل شاهدته ؟ الكافر لا المسلم هل سمعت منه كلاما ؟ الكافر لا م هل تحس به بأى شكل ؟ الكافر لا المسلم إذا ليس لك جد الكافر ولكن أبى شاهده وسمعه وأخبرنى بذلك المسلم إذا فقد أمنت بوجود جدك عن طريق الخبر الكافر بالقطع المسلم عليك إذا أن تؤمن بوجود الله لأن الخبر بوجوده وصلنا كما وصل خبر وجود جدك وإلا أصبح عليك أن تنفى وجود جدك لأنك لم تراه ولم تسمعه ولم تحس به .

8- المسلم هل الأعمى يؤمن بوجود القمر ؟ الكافر :لا المسلم كيف يؤمن به وهو لا يراه الكافر عن طرق السماع به من الأخرين المسلم إذا وجب عليك أن تؤمن بوجود الله كما يؤمن الأعمى بوجود القمر الذى لا يراه ومع ذلك يؤمن بوجوده وذلك لأنك لا ترى الله وهو هنا مثل القمر غائب عن إحساس الأعمى .

9- المسلم:بينما أنا أتكلم تدور الكلمات فى داخلك الكافر بالتأكيد المسلم وهذا يعنى اعترافك بوجود نفس لك الكافر:طبعا المسلم إذا كيف أومن بوجود نفس لك إذا كنت لا أراها ولا أسمعها ولا أحس بها الكافر لابد أن تؤمن بوجودها من خلال الكلمات التى تدور فى داخلك أنت المسلم إذا كان لابد أن أومن بها فلابد أن تؤمن بوجود الله لأنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس مثل النفس وإلا وجب نفى الإيمان بوجود نفس عند الأخر .

10- المسلم كيف وجد الكون ؟ الكافر عن طريق الصدفة المسلم إذا فالصدفة هى الخالق الكافر ماذا تقول ؟ المسلم أقول أن الخالق هو الصدفة فهو الذى خلق لنا الكون الكافر صحيح أن الصدفة هى الخالقة المسلم إذا فهناك خالق تعترف به هو الصدفة الكافر قطعا المسلم إذا فإلهك هو الصدفة كما تسميها وهذا اعتراف منك بوجود إله خالق الكافر ربما المسلم لا تقل ربما فإذا لم تكن الصدفة هى الإله فهى مخلوقة ومن ثم لابد لها من خالق وعلى ذلك يلزمك أحد أمرين إما الإعتراف بوجود إله هو الصدفة وإما الإعتراف بوجود خالق للصدفة هو الله وفى كلا الحالين أنت تعترف بوجود إله .

11- المسلم ما رأيك فى نظريات نشأة الكون ؟ الكافر ماذا تقصد ؟ المسلم هل إحداها صحيحة ؟ الكافر نعم المسلم إذا كيف تؤمن بشىء لم تشهده ؟الكافر وما هو ؟ المسلم نشأة الكون فإنك لم تراها رؤية المعاين ومع هذا تؤمن بحدوثها فإذا كنت أمنت بها دون أن تعرفها عن طريق حواسك فقد وجب إيمانك بالله لأنه لا يعرف عن طريق الحواس فإذا نفيت إيمانك بالله وجب النفى لإيمانك بنشأة الكون

12- المسلم هل توجد نجوم راديوية ؟ الكافر طبعا المسلم إذا فأنت تصدق بوجودها الكافر نعم المسلم كيف تصدق بوجودها رغم أنك لا تراها ولا تحس بها الكافر ولكن الأجهزة اكتشفتها المسلم وأيضا الناس اكتشفوا وجود الله فإذا أمنت بها لزمك أن تؤمن بوجود الله وإن نفيت وجود الله لزمك نفى وجود تلك النجوم التى لا ترى ولا تحس .

13- المسلم ما رأيك فى ظاهرة المغناطيسية ؟ الكافر ماذا تريد قوله ؟ المسلم هل المغناطيسية موجودة فعلا ؟ الكافر نعم المسلم هل شاهدت المغناطيسية نفسها ؟الكافر لا ولكنى شاهدت أثرها الممثل فى الجذب المسلم فكذلك الله لم تشاهده وشاهدت آثاره الممثلة فى الخلق فإذا أمنت بوجود المغناطيسية وجب أن تؤمن بوجود الله وإذا نفيت وجود الله لزمك نفى وجود المغناطيسية

14- المسلم ما رأيك فى قارة استراليا ؟ الكافر من أى جهة ؟ المسلم هل هى موجودة ؟ الكافر قطعا المسلم هل تراها أو تحس بها الآن ؟ الكافر لا المسلم إذا فهى ليست موجودة الكافر كيف ؟ المسلم ما دمت لم تراها ولم تحس بها فهى معدومة غير موجودة الكافر ولكنها موجودة رغم ذلك المسلم إذا فهى رغم أنها غائبة عن حواسنا فهى موجودة كذلك الله غائب عن حواسنا ورغم ذلك هو موجود فإذا اعتبرنا استراليا موجودة وجب عليك اعتبار الله موجودا وإلا لزمك نفى الإثنين معا لغيابهم عن حواسنا الآن .

15- المسلم هل الأشعة تحت الحمراء موجودة ؟ الكافر طبعا المسلم هل الأشعة فوق البنفسجية موجودة ؟ الكافر قطعا المسلم كيف تكون موجودة ونحن لا نراها ولا نحس بها ؟ الكافر إن الأجهزة قد بينتها لنا المسلم ولكن حواسنا هى التى نستعملها فى إثبات الأشياء ونفيها وما دامت حواسنا لا تدركها فهى معدومة المسلم ولكن حواسنا تدركها عن طريق الأجهزة المسلم ولكن الأجهزة ليست جزء من حواسنا حتى نصدقها فإذا أمنت بوجود هذه لزمك الإيمان بوجود الله وإذا نفيت وجود الله لزمك أن تنفى وجود الأشعة .

16-المسلم هل الذرة موجودة ؟ الكافر قطعا ؟ المسلمكيف تكون موجودة ونحن لم نراها أو نحس بها ؟ الكافر لقد ثبت وجودها عن طريق الأجهزة المسلم إن الذى تراه فى الجهاز ليس هى وإنما هى صورة مكبرة آلاف أو مئات الآلآف من المرات ،إذا فأنت لم ترها على حقيقتها وإنما رأيت شيئا أخر لأنها فى حقيقتها لا يمكن رؤيتها وعلى هذا فهى غير موجودة ما دمنا لا نراها الكافر ولكنها موجودة المسلم إنها غائبة عن حواسنا فإذا أمنت بوجودها لزمك الإيمان بوجود الله لأنه غائب عن حواسنا وإلا لزمك نفى وجودها ما دمت تنفى وجود الله .

17- المسلم هل تؤمن بوجود الكهرباء ؟ الكافر طبعا المسلم كيف تؤمن بها وأنت لا تراها حقيقة ؟ الكافرعن طريق آثارها كإنارة المصابيح وتشغيل الآلات وصعق الإنسان المسلمإذا لزمك الإيمان بالله فإذا كانت الكهرباء غير موجودة عن طريق الحواس وموجودة بسبب وجود آثارها فكذلك الله معدوم عن طريق حواسنا ولكنه موجود بسبب وجود آثاره ممثلة فينا وفى غيرنا من المخلوقات .

18- المسلم لو قلت لك زوجتك فى الحجرة المجاورة ليس لها وجود هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم لا كيف لا تصدقنى رغم أن حواسك لا تراها ولا تحسها الآن ؟لما لا تجيب ؟ الكافر إنها موجودة ولكنها غائبة عن حواسى الآن المسلم كذلك الله موجود ولكنه غائب عن حواسنا فإذا أمنت بوجود زوجتك رغم عدم إدراك حواسك لها وجب عليك الإيمان بالله كموجود وإلا لزمك نفى الإثنين .

19-المسلم:لو قلت لك أن القمر الصناعى غير موجود هل تصدقنى ؟ الكافر لا المسلم كيف لا تصدقنى وحواسك لا تدركه إطلاقا ؟ الكافر ولكنه موجود رغم بعده عن إدراك الحواس بدليل أثره الممثل فى نقل الإرسال التلفازى وغيره المسلم كذلك الله بعيد عن إدراك الحواس ولكنه موجود بدليل أثره الممثل فيك وفى وفى كل شىء حولنا .

20-بناء على قولكم لا يوجد إله فهذا معناه انه لا يوجد حلال ولا حرام ومن ثم فكل واحد يحق له أن يفعل ما يشاء فمثلا يجامع أمه أو ابنته أو أخته أو رجل أو أى شىء وقطعا لو فكرتم فى هذا لوجدتم بقية الكائنات لا تفعل هذا الجماع فالحيوان لا يجامع أمه ولا أخته ولا ابنته والحيوان الذكر لا يجامع الحيوان الذكر والحيوان الأنثى لا يجامع الحيوان الأنثى ومن ثم فهناك قانون تلتزمه الكائنات ومن ثم فكل واحد يحق له أن يقتل كل من يقابله من الناس إذا لم ينفذوا ما يريد ولكننا نجد بقية الكائنات خاصة أبناء النوع الواحد لا يقتل أفراده بعضهم البعض إلا نادرا وهذا دليل على وجود حرام وحلال عند كل الكائنات ومثلا يحق لكل إنسان أن يأكل ما يريد خراء أو خنزير أو أفيون أو أى شىء ولكننا نجد الكائنات كل نوع منها يأكل أطعمة معينة فهو لا يأكل كل شىء وهذا يعنى وجود حدود وأحكام فى الطعام

ولو صدقناكم فى عدم وجود خالق يحلل ويحرم لكانت الحياة كلها فوضى فلا عقاب ولا ثواب ومن ثم كل فرد يفعل ما يريد

إن دعوة الملحدين للحوار ودعوتهم لعدم الإيمان بالله هو نقض منهم لمذهبهم فما دام الله ليس موجودا فلا يوجد حلال ولا حرام ومن ثم فتحريمهم الايمان بالله يعنى وجود خبل فى نفوسهم لأنهم بذلك جعلوا هناك حراما ومن ثم حلالا هو الكفر بوجود الله وهذا نقض لما قالوه

ومن العجيب فى دعوتهم أنهم جعلوا شروط للحوار مثل عدم السب وعدم الوعظ سواء فى منتداهم الالكترونى منتدى الملحدين أو فى كتبهم مع أن عدم وجود الله يعنى عدم وجود شروط بين أى كائنات لأنه لا يوجد منظم مشرع للكون مما يعنى أن كل كائن منا يفعل ما يشاء يشتم أو لا يشتم

إن الكائنات لو قعدت منذ بداية وجودها لتتفق على حكم من الأحكام حتى تستطيع أن تتعامل مع بعضها فلن تتفق أبدا بسبب بسيط هو أن اللغة لابد لها من موجد خالق والتجربة خير برهان أيها المنكرون ضعوا أطفال مولودين فى مكان ما واتركوهم دون تعليم أى شىء لمدة طالت أم قصرت فستعرفون أنه لا يمكن أن يتكلموا مثلنا وسيضربون بعضهم ويتقاتلون ما دام لم يعلمهم أحد الكلام وهكذا المخلوقات كلها فلابد من معلم أول لها معلم يشرع لها طرق التعامل

المصدر