يواصل المفكر الإسلامي الدكتور محمد داود في كتابه “عزيزي الإنسان ..حوار العقل مع الملحدين.. شواهد الحق وبراهين الإيمان” الرد على أسئلة الملحدين والتي كان من ضمنها “إن معظم العلماء ملحدون ، فهل العلم يؤدي إلى الإلحاد ؟ ليجب الدكتور داود بأن العلم حتما لا يؤدي بصاحبه إلى الإلحاد، وانما الطبيعي أن يؤدي بصاحبه إلى ذروة الإيمان واليقين بأن هناك إله يدير هذا الكون الفسيح.
وأشار الدكتور داود في كتابه إلى ما نشره البروفسيور الألماني «دينرت» في بحث له حلل فيه الآراء الفلسفية لعدد كبير من العلماء الكبار الذين أناروا العقول فى القرون الأربعة الأخيرة، وتوخى أن يدقق في تعرُّف عقائدهم، فتبين له بعد الدراسة أن قلة منهم ظلوا ملاحدة، أو لم يصلوا إلى عقيدة ما، بينما شهد معظمهم بالإيمان وبصحة الدين الإسلامي وبُعْدِه عن التحريف والتزييف، واتفاقه مع العلم الحديث، وهذا يدل دلالة صريحة على أن التناقض بين الإيمان والعلم، الذى يزعم الماديون أنه وصف مميز للعلماء ليس له أصل، ويشير أيضاً إلى أن الإيمان والعلم يتكاملان.
كما تطرق الدكتور داود إلى ما قاله الطبيب المشهور «باستور»: أن الإيمان لا يمنع أي ارتقاء كان، ولو كنت علمت أكثر مما أعلم اليوم، لكان إيماني بالله أشد وأعمق مما هو عليه الآن، ثم عقَّب هذا بقوله: إن العلم الصحيح لا يمكن أن يكون ماديًّا، ولكنه على خلاف ذلك يؤدى إلى زيادة العلم بالله؛ لأنه يدل بواسطة تحليل الكون على مهارة وتبصُّر وكمال عقل الحكمة التي خلقت الناموس المدبّرة للوجود، كمالًا لا حدَّ له ، وهكذا قال البروفسيور الفرنسي «وتز» الكيميائي، وعضو أكاديمية العلوم، وعميد كلية الطب فى باريس، يقول: إذا أحسستُ فى حين من الأحيان أن عقيدتي بالله قد تزعزعت، وجهت وجهى إلى أكاديمية العلوم لتثبيتها وهذا يؤكد أن العلم يؤدي إلى اليقين الراسخ بوجد إله عظيم يقود هذا الكون الكبير الدقيق للغاية .
واستشهد الدكتور داود في كتابه بالمقولة الشهيرة للمؤرخ الطبيعي «فابر» عندما قال : كل عهد له أهواء جنونية، فإني أعتبر الكفر بالله من الأهواء الجنونية، وهو مرض العهد الحالي، وأيسر عندي أن ينزعوا جلدي من أن ينزعوا منى العقيدة بالله .
وأشار الدكتور داود في كتابه إلى سؤال قد وجه إلى البروفسيور «أندروكونواى» وهو : سمعت أن معظم المشتغلين بالعلوم ملحدون، فهل هذا صحيح؟
فكانت اجابته واضحة وصريحة وهى : إنني لا أعتقد أن هذا القول صحيح، بل إنني على نقيض ذلك وجدت فى قراءاتي ومناقشاتي أن معظم من اشتغلوا فى ميدان العلوم من العباقرة لم يكونوا ملحدين، ولكن الناس أساءوا نقل أحاديثهم، أو أساءوا فهمهم، ثم استطرد قائلًا: إن الإلحاد، أو الإلحاد المادي، يتعارض مع الطريقة التي لا يمكن أن توجد آلة دون صانع، وهو يستخدم العقل على أساس الحقائق المعروفة ويدخل إلى معمله يحدوه الأمل ويمتلئ قلبه بالإيمان، ومعظم رجال العلوم يقومون بأعمالهم حبًا في المعرفة وفى الناس وفى الله ونُقل الدكتور داود عن الدكتور «ألبرت ماكومب ونشستر»، المتخصص في علم الأحياء، قوله: إن اشتغالي بالعلوم قد دعَّم إيماني بالله حتى صار أشد قوة، وأمتن أساسا، مما كان عليه من قبل، ليس من شك أن العلوم تزيد الإنسان تبصُّرًا بقدرة الله وجلاله، وكلما اكتشف الإنسان جديدًا في دائرة بحثه ودراسته، ازداد إيماناً بالله .
وفي النهاية ويقول «أينشتاين»: إن الإيمان هو أقوى وأنبل نتائج البحوث العلمية.